حمدي الشامي يكتب:
أشعر بالعار لأنني مصري !!
لا تتعجب ولا تندهش من العنوان, فيجب جميعنا أن يشعر بالعار لأنه مصري, يجب على جميعنا أن يخجل من تلك الأرض التي تطأ تاريخها قدماه, ويُنسب إلى جنسيته تاريخها, يجب أن نضع رؤوسنا في الطين والوحل عوضاً عن الرمل, فمن لا يستطيع أن يُغير ولو شئ واحد للأفضل في المجتمع والدولة يجب أن يكون مكانه الخزي والعار, وإن فعل, وتسبب في تسلُق المتسلقين وعلو الأفاقين يجب أن يشعر بعار أكبر عندما يؤخذ منه هذا الشئ ويُنسب لهم, إن كلمة مصري أكبر من كل الانتماءات الوطنية والجغرافية على وجه الكرة الأرضية, وإن كانت تلك الجنسية يحملها كُل هؤلاء السلبيين والكسالى ومعدومي الضمير يجب عليٌ أن أشعر بالعار لأنني مصري وأن هؤلاء من ترتبط بهم مصريتي هُم مصريين مثلي, فلا يستحقو أن يكونوا أو لا أستحق أن أكون.
أشعر بالعار لأنني مصري لا يُعاونه قانون بلده في الوصول لكل فاسد ومُخرب ومُتكاسل, وأشعر بعار أكبر لأنني مصري يهرب منه من ينوب عنه لدى مؤسسات الدولة فور نيابته في البرلمان. أشعر بالعار لأن الإعلام يتحدث بإسمي ولا يصل لذرة بما في ضميري وقلبي تجاه وطني وكيف أبنيه وكيف أعيش فيه, أشعر بالعار من كل من يرفع رايتي لتحقيق أغراضه ومصلحته وأحلامه وأحلام من يدفع به وله لتدمير مُجتمعي, وأشعر بعار أكبر لأن لا أحد يُدافع عني. أشعر بالعار لأن من يموتون لأجلي يموتون ولا يتحقق شئ واحد من أجلي, أشعر بالعار لأنني في بطاقتي الشخصية مكتوب في خانة الجنسية مصري وأنا أقل بكثير من أن أستحق تلك الجنسية بحالتها التي أشعر بالعار منها, فأنا لم أقوى على تغييرها ولم آخذ حقي أبداً في تغييرها.
أشعر بالعار لأن الكل لا يُداوي جراحي وآلامي الإجتماعية, أشعر بالعار لأن من يملك الحق في نُصرتي يُسامح دون إذني من ظلموني وسرقوني وقتلوا أهلي. أشعر بالعار من الأبواب التي أُغلقت في وجهي ولم أقدر أن أدفعها بقدمي حفاظاً عليها, أشعر بالعار لأنني أتنفس الهواء المسموم وأتجرع الماء الملوث وآكل الطعام المؤذي سواء لجسدي أو لروحي, أشعر بالعار لأني لا أجد من تصريحات أفعال, ولا أجد من وعود تغيير أحوال, ولا أجد من وطنيين وطنية, ولا أجد من رجال أفعال رجال, ولا أجد من محترمون تصرفات محترمون في بلدي "مصر".
أشعر بالعار لأنني مصري يُتاجر بي كل من هب ودب, بإسم دين, وإسم فن, وإسم عدالة إجتماعية, وإسم حرية, وإسم "غلابة", أشعر بالعار لأنني مصري لا يتجاوز مدى آمالة في تحقيقها مُجرد النجاح في لقاء مسئول أو حتى مشهور مخبول, أشعر بالعار لأنني لو وصلت لهم بالفعل سيكون مصيري مُجرد هُراء في كلمات تتناقض مع مواقف, وفي أفعال تحرق كافة الوجوه والابتسامات والآمال في دعم ومساعدة مـــصـــر والمصريين. أشعر بالعار لأنني مصري أتواجد في دولة كل أسماءها مُجرد نصابين افاقين مُتسلقين فاسدين مُتاجرين بآمال وأحلام وحقوق المصريين, وأشعر بعار أكبر بصمت الجميع على هذا.
أشعر بالعار من علو الداني ودنو العالي, وأشعر بعار أكبر من مؤسسات الفوضى, أشعر بالعار من التفاهات والسفاهات والتطاولات على المصريين بالقرار والقرار السلبي, بالرأي والرأي السلبي, بالتصريح والتصريح السلبي, وأخيراً أشعر بالعار لأنني مصري لا يستطيع أن يدعم رئيسه, ولا يملك الفرصة العادلة لذلك, ولا يستطيع رئيسه أن يدعمه ويساعده, ولا يملك الفرصة العادلة لذلك, لا يستطيع أن يشعر بتضحيات خير جُند الأرض, ولم تُثمر التضحيات بشئ يعود عليه مثل الكِبار في التوظيف, ولا التسهيلات الاستثمارية, ولا التسهيلات الفُرصيٌة, أشعر بالعار من كل ما تسبب فيه بعض مِمَن يحملون الجنسية المصرية ويعملون في الصحافة والإعلام ومؤسسات الدولة, أوصلوا مصر لحالة لا تخرج عن الشعور بالعار أو الوصول إلى حد النقمة والغدر والخيانة, ولا أملك إلا الشعور بالعار لأنني مصري يعشق تلك الآية البشرية في كل الوجود "مــــــصــــــر".
لمتابعة الكاتب على فيس بوك