حمدي الشامي يكتب لـ حق الوطن:
جريدة حق الوطن || المخابرات المصرية وتكسير العظام
منطقية العمل المخابراتي تعني السرية التامة, لا أن يأتيك شخص مدعوم من المخابرات قائلاً "أنا مخابرات,, أو مندوب المخابرات" لاسيما مع الأشخاص المؤثرين في المجتمعات.. يجب ألا تشعر أنك تتبع جهة أمنية أو سيادية, ذلك لأن هذا الفعل يؤثر سلباً على سُمعة المُجتمع إقليمياً وعالمياً.. ولكن في الآونة الأخيرة بدأت موجه من النصب والإحتيال بتلك الصفة بدايةً من عمل أكمنة وهمية للمرور والداخلية لجمع إتاوات (وحدثت أكثر من مرة خلال 2015), مروراً بالترويج للدعم من المخابرات, وصولاً للتصريح بالتبعية المباشرة للمخابرات. ولأن عمل المخابرات حساس لدرجة عالية جداً لم نعلم إلى الآن عن القبض على أياً من هؤلاء, وقد يكون السبب في ذلك أنهم بالفعل مدعومين من شخصيات أمنيه أو على صلة بهم.
وبعد أن كان الوضع تحقيق مصالح ومكاسب شخصية على حساب إسم الجهاز, تطور هذا الأمر إلى غسيل السُمعة لبعض من يراهم المُجتمع المصري خونة !!.. وبالرجوع إلى تصريح هام من أهم شخصية في مصر "إحنا بنشوف المخاطر أد إيه لو أتكلمنا, والمخاطر أد إيه لو ما أتكلمناش, وحسب حجم المخاطر بنشوف نتكلم واللا لأ" .. نجد أن تضحيات الصمت قد تكون كبيرة جداً في إطار ترك الحبل على الغارب للذين يروجون بشكل غير مباشر أو مباشر أنهم يتعاونون مع الأجهزة السيادية, في حين أن تلك الخطورة تأخذ شكل تراكمي يحتاج إلى متابعة دقيقة من متخصصين نفسيين <<ليس فقط للمروجين>> بل أيضاً لمتابعين هؤلاء والمتعاملين معهم, وهو أمر قد يصل إلى حد الإستحالة. ومن هُنا وجب التنوية لأن المُجتمع ينقلب بالفعل.
فالمؤشرات الأولية تقول أن من يدعم الإدارة المصرية بالقدر الأعلى هُم طبقة الموظفين والكادحين, أما البقية فلا ناقة لهم ولا جمل ولا يُمكن توجيههم لصالح المُجتمع أو ضده بأي شكل.. أي أن الحديث هُنا عن ما يُقارب 5 مليون أُسرة فقط من إجمالي ما يُقارب 23 مليون أُسرة.. ودعم هؤلاء للدولة ليس بسبب الوطنية أبداً ولكن لسببين هامين جداً, أولهما أن الإستقرار المادي لهم موجود بالفعل, ثانيهما أن التأثير المُباشر على نمط حياتهم بسبب زعزعة الإستقرار يصل إلى أعلى درجات المخاطر بسبب إستقرارهم الفعلي.. ولكن بتمييز البعض عن طريق هذا الترويج <<التبعية للمخابرات>> سواء كاذب أو حقيقي يؤدي إلى خلق صراع داخلي في نفوس من يملكون الإمكانات ولا يملكون الفُرصة العادلة في المُجتمع, وإذا خرجت طاقة بعض هؤلاء بشكل سلبي حتى وإن صغُر عددهم لكانت خطوات العودة إلى الخلف أسرع من خطوات التقدم أو حتى الثبات عند المرحلة الحرجة التي نعيشها.
وكثُرت الأقاويل عن إهتمام الدولة بقطاع كبير من الشباب, وأصبحت الصورة النهائية أن إنتقاء هؤلاء الشباب تابعين لأحزاب, وعلى صلات بذوي نفوذ, وعلى معرفة بدوائر المعارف والمُقربين من النظام, مما يُعزز نظرية إنتشار طبيعة الثورة الداخلية مع من لم يصبهم الدور في هذا الإهتمام ولم يحظوا به. !! فمثلاً لا يُمكن الجزم بأن الملايين أو مئات الآلاف المُهمشين من الشباب لا يملكون القُدرة على محاولة تحسين أوضاعهم كما فعل البعض مؤخراً وحظوا بأفضلية مادية وإجتماعية لأقصى درجة, أو على أقل تقدير لا يمكن ألا يُصاب بعضهم بالإندفاع خلف الصورة التي تم رسمها عن من يثيرون الأزمات والمصلحة العائدة عليهم من ذلك (وهو ما فعله المجتمع الدولي مع من تم الزج بهم في 25 يناير لتعزيز الديمقراطية وشعارات 25 يناير), حيث عودة المنفعة على هؤلاء دفعت بآخرين لسلك نفس الدرب في الثورة بنفس الشكل, بل وأكثر قسوة. وهذا الأمر سواء مع جهاز داخلي أو خارجي يصنع مُعارضة تلقائية بسبب عدم القدرة على إحتواء الجميع مادياً أو بسبب عامل الوقت, وهذا ما أحبط ما حدث في 25 يناير.. ورغم ذلك مازال المبدأ موجود حتى ولو كان مع جهاز داخلي حيث ستظهر مُعارضة تلقائية يوماً ما, مع الإختلاف في الأسباب فيما بين دعم جهاز خارجي لبعض الشباب والشرائح وبين دعم جهاز داخلي لبعض الشباب والشرائح. و أعتقد أن هذا الوضع الحرج قد يكسر عظام المخابرات المصرية على الرغم من هامش السلامة و الخطط البديلة الأخرى.
تابع أيضاً:
تصريح خطير لأوباما - تفاجئنا بنجاح ثوراتنا ضد الأنظمة المناهضة لنا
ننفرد بنشر جزء من خطة الخداع الاستراتيجي في يونية 2013
بعد صراع مع المرض, الزند يعود الى منزله
.
تابع أيضاً:
تصريح خطير لأوباما - تفاجئنا بنجاح ثوراتنا ضد الأنظمة المناهضة لنا
ننفرد بنشر جزء من خطة الخداع الاستراتيجي في يونية 2013
بعد صراع مع المرض, الزند يعود الى منزله
.