عالم أبحاث الفضاء يرتبط إرتباط وثيق بإستخدام وإستغلال موارد الفضاء في الأبحاث التقنية المتطورة,
وهذا هو محور السباق الفضائي فيما بين الدول, وإرتباط بعض التقنيات في العالم الحديث بوقتنا الحالي مع حضارات جوف أرضية أو من عالم الفضاء البعيد أصبح أمر جدلي يُثار في مناسبات عالمية عدة, سواء كان ذلك أمام العامة أو في الغُرف المُغلقة لبعض الإدارات في دول ما, ولكن المُثير في الأمر هو إكتشاف بعض الحُلي والمكونات الفرعونية التي تحتوي على عناصر من خارج الأرض !!
وهذا هو محور السباق الفضائي فيما بين الدول, وإرتباط بعض التقنيات في العالم الحديث بوقتنا الحالي مع حضارات جوف أرضية أو من عالم الفضاء البعيد أصبح أمر جدلي يُثار في مناسبات عالمية عدة, سواء كان ذلك أمام العامة أو في الغُرف المُغلقة لبعض الإدارات في دول ما, ولكن المُثير في الأمر هو إكتشاف بعض الحُلي والمكونات الفرعونية التي تحتوي على عناصر من خارج الأرض !!
في عام 1925 عثر عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر على خنجرين في مقبرة الملك توت عنخ آمون، أحدهما مصنوع من الحديد، والآخر له شفرة ذهبية، الخنجر الحديدي كان له مقبض من الذهب وبلورة كريستالية من الزنبق، وقد كان لغزاً في هذا الوقت بالنسبة للباحثين الذين لم يعتادوا العثور على أشياء معدنية أو من الحديد في الآثار الفرعونية, إلا أنه بعد أكثر من ربع قرن تم تحليل معدن هذا الخنجر، واكتشف الباحثون أنه الحديد المصنوع به الخنجر قادم من معدن غير أرضي أو من نيزك. وبحسب ما نقلت صحيفة الجارديان، أجرى باحثان إحداهما مصري والآخر إيطالي، تحليل إشعاعي على الخنجر باستخدام أشعة أكس لتحليل المواد الكيميائية المكونة للمعدن، وعثروا على نسبة عالية من النيكل، ونسبة عالية من الكوبالت، وهو ما يشير بقوة إلي أن المعدن ليس أرضي.
وقارن الباحثان النتيجة التي توصلوا إليها، بتكوين معروف للنيازك على بعد 2000 كيلو متر من ساحل البحر الأحمر، ووجدوا النتائج مماثلة. هذا النيزك واسمه الخارجة قد عُثر عليه على بعد 240 كليو متر غرب مدينة الإسكندرية في ميناء مدينة مرسي مطروح. ونشر الباحثان النتيجة التي توصلوا إليها في مجلة النيازك وعلوم الكواكب العلمية في الثلاثاء الماضي. وعلى الرغم من أن الناس قد عملت بالنحاس والبرونز والذهب منذ 4000 عام قبل الميلاد كان قد جاء الحديد في وقت لاحق لذلك بكثير، وكان استخدامه نادراً جداً في مصر القديمة. وفي عام 2013 عُثر على تسع خرزات سوداء من الحديد، وأيضاً سبائك من الحديد والنيكل تم استخراجهم من مقبرة قرب نهر النيل شمال مصر، من منطقة ضربها نيزك قبل ذلك في عام 3200 قبل الميلاد.
وكتب الدارسين "بما أن تحليل اثنين من القطع الأثرية الحديدية أثبت تكوينها من أصل نيزكي، فإننا نقترح أن المصريون القدماء أعطوا قيمة كبيرة للحديد النيزكي لإنتاج مصنوعات للزينة أو الاحتفالات". الباحثين أيضاً طرحوا فرضية حول الأهمية الكبيرة التي اولاها المصريون القدماء للصخور التي تسقط من السماء، وأشاروا إلي أن العثور على خنجر من صنع نيزك يضيف معني جديد لمصطلح (الحديد) المستخدم في النصوص القديمة، لافتين إلي أنه في القرن الثالث عشر قبل الميلاد استخدم حرفياً مصطلح (الحديد القادم من السماء) لوصف كل أنواع الحديد.
عالمة المصريات بجامعة مانشستر، جويس تيلدسيلي، قالت أيضاً إن المصريين القدماء اهتموا كثيراً بالأجرام السماوية التي سقطت على الأرض، وأضافت "السماء كانت مهمة جدا بالنسبة للمصريين القدماء، والطبيعة أيضاً، فكانوا يتعاملون مع الأشياء التي تسقط من السماء على أنها هدية إلهية". وشيء آخر إلتفت إليه البحث، وهو الجودة العالية المصنوع بها نصل الخنجر والتي تُشير إلي أن توت عنخ آمون الذي عاش في نهاية العصر البرونزي، كان محاطًا بـ حدادين مهرة على الرغم من الندرة النسبية حينها لمادة الحديد.
وهذا النصل لا يعتبر الشيء الوحيد المصنوع من صخور سماوية في مقبرة توت عنخ آمون، حيث رجح عالم فلك نمساوي أن جوهرة غير عادية على شكل جعران موجودة في قلادة دفن الملك توت عنخ آمون، تشكلت من حرارة اصطدام نيزك بالرمال. واختتمت صحيفة الجارديان تقريرها "سيكون من المثير للغاية تحليل المزيد من القطع الآثرية ما قبل العصر الحديدي، مثل الأجسام المعدنية الآخري الموجودة في مقبرة الملك توت عنخ آمون، لأن هذا سيعطي أفكاراً كثيرة عن استخدام المعادن في حضارة مصر القديمة والبحر المتوسط".