حمدي الشامي يكتب لـ حق الوطن:
حمدي الشامي . |
نادى الناشط السياسي والمرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي بصناعة بديل لرئيس الجمهورية كنوع من التوجيه النفسي لإحتمالية ثورة ضد الإرادة الشعبية, الأمر الذي لاقى رفضاً شعبياً من جموع المصريين, وقبولاً فئوياً من بعض الكيانات والتوجهات السياسية المُمثلة في أفراد مِمَن يملكون منابر صحافية وإعلامية. وبالنظر إلى تلك الظاهرة نجد أن تفاصيل صناعة البديل لرئيس الجمهورية لم تكن الخطوة الأولى في تعميم المبدأ حيث إنكشف الغطاء عن نوايا الصحفيين والاعلاميين ومُلاك الصُحف والفضائيات, وهو ما يتضح جلياً في نظرة المصريين للصُحف والمواقع والفضائيات المشبوهة التي إستهدفت مصر إبان 25 يناير والفترة الانتقالية الأولى (حُكم المجلس العسكري) وفترة حُكم الإخوان والفترة الانتقالية الثانية (حُكم رئيس المحكمة الدستورية العُليا) وإلى الآن, وبالتالي لم يكن منطقياً صناعة بديل لإستمرار فوضى المعارضة الهدامة دون إستخدام آليات وأسماء جديدة لتوجيه الرأي العام.
المرحلة الأولى كانت على غرار الحركات الثورية الجديدة, والتي كان يتم إيلادها عن طريق الصُحف والفضائيات, حيث كانتا ما تلبثا أن تعلنا عن حركة ثورية جديدة حتى تُعلنا عن أجدد, وذلك لخداع الرأي العام بأن حجم الاعتراض وعدم الموافقة على سياسة أو شخص مُعين في مركز المسئولية أمر شعبي, في حين أن هذا غير حقيقي بالمرة, والحقيقة أن كل تلك الحركات والمبادرات ومن قدموهم بإسم الشعب مُجرد خِداع لتمدير المُجتمع ومن ثم الدولة (ولا توجد أي استثناءات). فمثلاً بعدما بدأت جمعية التغيير ظهرت حركة كفاية (من نفس أعضاء الجمعية), ومن ثم حركة 6 إبريل (من نفس أعضاء حركة كفاية), تأتي بعد ذلك حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية (من نفس أعضاء حركة 6 إبريل), ثم حركات شايفينكم, إتحاد شباب ثورة 25 يناير, ضنك, وايت نايتس, بلاك بلوك, بداية, نهاية.... الخ, وصولاً إلى الحركات التي تدعوا للمصالحة مع الإرهابيين.. والهدف من تلك التعُددية كما أسلفنا صناعة نوع من الخِداع بأن حجم وعدد هؤلاء كثير على عكس الحقيقة, حيث أنهم في الأغلب كيان واحد يعمل وفق مُخطط وسيناريو يمكن إيجازه بـ (إيهام الناس بالتعددية).
أما في شأن الصُحف والفضائيات والتي أخرجت كل ما سبق إلى المُجتمع المصري في محاولة لإضعافه وتفتيته ومحوه من الوجود, كان المنطق الوحيد هو تكرار نفس سيناريو التعددية كما حدث مع الحركات الثورية, لا سيما إذا كان هُناك نية مُسبقة لصناعة بديل, ولكن تعددية الصُحف والفضائيات هُنا تختلف بشكل ما مع تعددية الكيانات والحركات والمبادرات الثورية, وذلك من حيث كيفية تقديم صحيفة أو فضائية ما للناس, فإحدى الطُرق عن طريق التمويل والذي عن طريقة يتم التعريف بالاسم عن طريق الترويج المالي (مثل موقع صفحة الموقف المصري على فيسبوك مثلاً), وإحدى الطُرق عن طريق برامج قراءة الأخبار على الفضائيات بالتركيز على أخبار ومقالات مواقع وجرائد بعينها (مثل برنامج مانشيت وبرنامج الطبعة الأولى مثلاً), وإحدى الطُرق بتأسيس الجريدة برأس مال مُباشر بشكل رسمي عادي (مثل فيتو, برلماني, المقال, إنفراد مثلاً), وآخر تلك الطُرق أن يتم تغيير المالك أو فريق العمل مع الإبقاء على السياسة التحريضية أو توجيهها حسب ما ترتأي مصالح جهات وكيانات ما (مثل جريدة الوطن مثلاً).
طبعاً كل القديم (المصري اليوم, اليوم السابع, الوطن.....الخ) لا يصلُح من أجل صناعة البديل وتهيئة أو (إيهام) المصريين بحقيقة الوضع, وذلك رغم أن الهدف هو إعطاء حُجة لبعض الرموز المُصطنعة لتبرير إبتزاز البعض للدولة المصري سواء كان الإبتزاز مصدره رجل أعمال, كيان, جهة أو حتى دولة أخرى, وبالتالي جاء زيادة أو إضافة المواقع الجديدة, فعلى سبيل المثال نجد أن موقع (برلماني) جزء لا يتجزأ من موقع اليوم السابع حتى بإختلاف المُلاك أو اسماء فريق العمل, وكذلك مواقع فيتو والمقال, و مواقع أخرى قد يكون أبرزها مُستقبلاً موقع (الموقف المصري), وكما أسلفنا في الإيضاح بتعددية الآلية أو الوسيلة, نجد أن ضخ تلك المواقع له أسباب مُغايرة ومختلفة رغم هشاشة العائد المالي وربحية المجال الصحفي والإعلامي, وأبرز تلك الأسباب هو العمل على عودة الشكل العام للرأي العام إلى ما قبل وأثناء 25 يناير, غكما قال الناشط السياسي حمدي صباحي وكما أوضحت مساعي البعض لتكوين أو للتحضير لـ (بديل), وجب أن يكون هُناك آليات لصناعة هذا البديل, وإن كانت نفس الآلية المُتبعة فيجب أن تكون بوجوه وأسماء جديدة, ومن هُنا كتبنا هذا المقال, تحذيراً لكل المصريين وللجهات المُختصة بأي إسم جديد في المجال الصحفي والإعلامي, فنحن نعلم أنه لا عودة إلى 25 يناير, وقد لاحظنا في موقع جريدة حق الوطن أن هُناك مساع للتحضير إلى 25 يناير جديدة وإعادة المؤامرة بنفس الشكل مع إختلاف الوجوه والأسماء.. ولا مجال للخطأ.