فخامة الرئيس, وجُملة, وشاب درجة عاشرة




حمدي الشامي يكتب لـ حق الوطن:

حمدي الشامي
فخامة رئيس جمهورية مصر العربية
السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي .
سيدي الرئيس, أحزنني عليك جُملة قُلتها, وحُزني لا منك بل عليك, من إناس إستماتوا لعدم إيصال تمنيك إليك, أو إيصال تطلعات مصر والمصريين في أبنائهم, دعماً لأنفُسهم ولمصر ولك,
ولتعتبر أن إرسالي هذا المقال لإستعلامات رئاسة الجمهورية, وللمكتب الإعلامي لفخامتكم خير دليل على صحة ما به, وليعلم كُل إسم ذا شأن في مجاله وقد تم تضمينه/تضمينها بخاصية الـ "تاج", أن عدم الرد هو خير وسيلة لإستمرار هدم الشباب المصري وآمالهم وطموحاتهم بما فيه من هدم لمصر وطاقات أبناءها, وستعلم على الأقل أن إعادة النظر من سيادتكم لأسباب إمتعاضكم من الشباب هو أمر واجب وحتمي وضروري ولا مفر منه. هذا إن كان في مصر مُتابعين يدأبون على رصد مشاكل المُجتمع فعلاً من على الانترنت ووسائل التواصل الإجتماعي, لا من حسابات أصدقائهم ومعارفهم "يفبركون" التقارير والحقائق, ليصلون فخامتكم بالأسماء التي يُريدون, ويمنعون عنك ما يمنعون, فتكون الصورة في عينيك مُظلمة, مُبهمة, مُتعثرة, سوداء, جرداء, قحطاء, كئيبة, مُخيبة للظن والآمال كما ظهر في جُملة فخامتكم.

بعد ما يزيد عن خمسة أعوام من فتح أبواب المسئولين في الوزارات والمحافظات بل ورئاسة الجمهورية, يتمنى الرئيس مُخاطباً الشباب: "تكوين تصور عملي لتحقيق الإصلاح والتقدم". بعد الإجتماعات والحوارات المجتمعية المفتوحة مع شباب الأحزاب, وشباب الصحفيين, وشباب أبناء الذوات, وبعد دعوات المؤتمرات والإفطار المُجتمعي لعامين, وبعد حوالي عام من مشاركة الشباب في البرلمان المصري, وبعد حوالي خمسة أعوام من استضافات الشباب لسمع آرائهم السياسية والاقتصادية على سبيل المشاركة في الحياة العامة "سياسياً, حقوقياَ, إقتصادياً", وبعد انتقاء المؤهلين لخوض تدريبات الرئاسة لتأهيل الشباب للقيادة في مراكز المسئولية, وبعد تكريم أصغر دكتور "مُتهم بالنصب والإحتيال", وبعد تكريم أصغر رئيس حزب "مُتهم بالنصب والإحتيال" - حسب ما قيل عن القضايا والقانون -, بعد الانتباه الشديد من مؤسسات وأجهزة الدولة لكُل شاب مصري أنجحته علاقاته وعلاقات دوائره المُغلقة من المحاسيب والاصدقاء في إعتلاء منابر الإعلام بالفضائيات وعناوين الصُحف بالجرائد ومواقعها الرسمية, بعد كل هذا تتمنى فخامتكم من الشباب تكوين تصور عملي لتحقيق الإصلاح والتقدم !. وكأن كل الأسماء الحاضرة واللامعة والتي قد تشرفت بمقابلة سيادتكم, وقد ذُللت أمامها كافة أنواع العقبات, لم ترقى ولو بقدر من قبل وإلى الآن لوضع تصور عملي لتحقيق الإصلاح والتقدم !, اني حقاً أعترض لكل من رشح إسم شاب من هؤلاء, البديهية الأولى في ذلك الاعتراض هو أن وقت فخامتكم على مدار عامين وفترة قليلة قبلهما, قد تم إهداره بوضع شباب غير أكٌفاء, غير مُستحقين ثانية واحدة منكم. وبلغة (الفساد) وإهدار المال العام: تكلفة الساعة حسب مُرتب معاليكم قبل التبرع بنصفه هي تقريباً (175 جنية مصري), ونظراً لمجهودات سيادتكم ومعاوينكم المُكثفة تجاه الشباب أعتقد أن هُناك المئات من الساعات (المُهدرة), فمن يدفع ثمنها !! وبالتكلفة المُقارنة, ما هي تكلفة الفُرص المُهدرة في كَم الوقت نفسه !! - أرقام خيالية - أوُجز المُحقق منها لفخامتكم بـ (أ. 750 مليون جنية إيراد فعلي | ب. 15 مليار جنية حجم تنمية صناعية وخدمية | جـ . 450 مليون جنية إيراد مُحتمل | د. 100 مليون جنية إيراد مُحتمل) وأوُجز المؤجل منها - لم يُنشر بعد - بـ (أ. 1 مليار دولار سنوياً | ب. 1 مليار و 800 مليون جنية سنوياً | جـ. 29 مليون و166 ألف جنية سنوياً | د. 62 مليون دولار سنوياً | هـ. عدد غير محدود من نسبة زيادة في الوعاء الضريبي, ومستوى الرضاء الشعبي, والتنمية).

أولاً "د. رشا علام" مدير المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية:

وتيسيراً عليها وعلى سيادتكم برجاء الإطلاع على الإيميلات المُرسلة في التواريخ الآتية من شاب مصري, والذي اصبح يصف نفسه أنه "مواطن درجة عاشرة" وكل المراسلات دون رد إلى الآن:
26 مايو 2015
15 يونية 2015
29 سبتمبر 2015
01 اكتوبر 2015
02 أكتوبر 2015
09 ديسمبر 2015
18 يناير 2016
24 فبراير 2016

ثانياً السيد "هشام رامز" معالي مُحافظ البنك المركزي السابق:

يُقال أن السيد رامز, هو من فكر وأقر وبالاتفاق مع معالي وزير الاتصالات, تداول شهادات إستثمار قناة السويس الجديدة بمكاتب هيئة البريد يوم 12 سبتمبر 2014, في حين أن من فعل هذا شاب مصري درجة عاشرة في 8 سبتمبر 2014, وأقل شق في جدار بيته يصل إلى 3 أمتار.

ثالثاً السيد "هشام زعزوع" معالي وزير السياحة السابق:

يُقال أن السيد زعزوع, هو من فكر وأقر مع مُحافظ البنك المركزي وبالتشاور مع العاملين بسوق السياحة الروسية, تقديم حل تدني السياحة الروسية بإستخدام نظام بديل عن "الدفع بالدولار" في نهايات يناير 2015, في حين أن من فعل هذا شاب مصري درجة عاشرة في 10 ديسمبر 2014, وقد تعذر عليه العمل في السياحة منذ منتصف 2015 وإلى تاريخه - دون عمل -.

رابعاً السيد "رضا عبدالسلام" معالي مُحافظ الشرقية السابق:

يُقال أن السيد عبدالسلام, هو من فكر وأقر تأسيس شركة مُتخصصة في الدعاية الانتخابية, وقد أعلن عن ذلك في مايو 2015 بتصريح رسمي تبعته فيه محافظة الإسكندرية, في حين أن من فعل هذا شاب مصري درجة عاشرة في 17 يناير 2015, وقد تعذر عليه مُجرد التفكير في خوض الانتخابات لأنه لا يملُك التأمين قُبيل سحب أوراق الترشح.

خامساً السيد الفريق "مُهاب مميش" رئيس هيئة قناة السويس:

يُقال أن السيد مميش, هو من أقر تأسيس صندوق "للتبرع" لتمويل إحتفالية إفتتاح قناة السويس الجديدة قبيل أغسطس 2015, في حين إستلم يوم 17 يونية 2015 الموقع الرسمي لـ هيئة قناة السويس فكرة التمويل بنظام الرعاية الإعلامية - دون تبرعات -, وكان أيضاً من نفس الشاب المصري الدرجة العاشرة, الذي لم تسعفه أموال مليونير مصري أن يقف جوار فخامتكم على يخت المحروسة في الافتتاحية.


تلك وقائع يا سيدي من بين وقائع أضخم, تجاهلتها مؤسسات الدولة, وتجاهلت من بادر بها, وتجاهلت فيها مصداقية نواياكم بإتاحة الفُرصة للجميع في بناء مصر, لأن من بادر وقدمها شاب مصري درجة عاشرة, قد لا يملك بدلة دفع ثمنها ملياردير ممول حزب, أو مليونير ممول ناشط سياسي, أو سفارة ممولة أيقونة مُستقبلية بمنحة في هارفارد بإنجلترا أو بورشة عمل في السفارة الأميريكية أو السفارة الالمانية, شاب مصري درجة عاشرة, زاد الشيب في شعر رأسه عن شيب شعر كهل عجوز إختبر كافة أنواع المآسي والمعاناة في الحياة.


وأنصحك فخامة الرئيس, نصيحة مواطن يأمل فيك خيراً رغم طول الأيام والشهور عليه منسياً, وأنصحك حفاظاً على أموال ستُسأل عنها, وعن آمال تستطيع تحقيقها ولم تراها عينيك بعد أو أعيُن من يفتحون أبواب مؤسسات الدولة على مصراعيها لإناس محددين, حاول الإجتماع بالشباب الدرجة العاشرة مرة واحدة فقط, لأن شباب الأحزاب, وشباب الصحفيين, وشباب النوادي, وشباب المُمثلين والفنانين, وشباب أبناء الكبار >> لم ينفعوا مصر (ببصلة), ولو أنفعوها لما تمنيت بشخصك الكريم منهم شئ, اللهم إلا إذا كان المثال السابق, وكانوا الالاف مِمن لا نعلم عنهم شئ فعلاً درجة عاشرة, فلا عتاب ولا لوم على الوضع القائم.. والإشارة المنوبة عن العتاب واللوم, أن التحديات تتضخم, والعثرات تُصطنع وتتأزم, بسبب مظلوميات الشباب الدرجة العاشرة مهما كانت طبيعتها, ومهما كانت طبيعتهم.. لأن ضعفهم وقلة حيلتهم أمام الكِبار الحائلين بينك وبينهم, يُقابلها جبروت وقوة من الله, قد لا يقوى عليها بشر أياً كانت سطوته.





التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات: