 |
| المُبدع المسرحي
أ. جلال الهجرسي .
|
كان ياماكان فى سالف الزمان واحدة اسمها خالتى ام رياض, وكانت طباخة الامير الوليد بن عياض, وكان الامير بيحب اكل ام رياض, وفى يوم من الايام, الواد الاهبل ابن الجارية العبيطة اخد اللحمة من ام رياض وحطها فى الرحاية اللى بتطحن الحبوب وتعمل منها دقيق القمح, واستمر يلعب بالرحاية ويحط جواها اللحمة والرحاية تفرم اللحمة, مكانوش زمان يعرفوا اللحمة المفرومة, ام رياض فجأة مالقتش اللحمة, راحت للاميرة ست الدار تشكي لها, ان الكلب والقط سرقوا لحمة الدار, وهى فى طريقها فى بهو الدار, شافت العبيط بيدور فى الرحاية ويحط اللحمة والرحاية تنزل اللحمة مفتتة مفرومة, فصرخت ام رياض على اللحمة اللى راحت, بسبب الواد الاهبل بن العبيطة, وقالت ام رياض ياااااااويلى يانى اللحمة اصبحت كالفتة, يعنى زى الفتة اتفتت.., طيب والامير هياكل ايه هو والضيوف والوزير والحاشية, زعقت فى الواد والواد جرى منها بعيد وهو بيضحك ضحك عنيد, وعنيه بتبرق زى العبيد, وهو بيغنى ويقول "اللحمة كما الفتى كالفتة كفتة", قعدت ام رياض على الارض من الحزن, مفيش بعير ولا خروف تدبحه, والنهار قرب يفوت, ومفيش وقت لدبح وسلخ وتسوية اللحم, يارب صبرنى على الاهبل بن العبيطة لان ليلتنا هتبقى زيطة, طيب اعمل ايه وافوت الليلة باللحمة المهرية دى .., كانت ام رياض طباخة شاطرة ومخترعة جبارة, قالت والله فكرة, جابت شوية البطاطس وقشرتهم وقطعتهم وسلقتهم فى المياه, وشوية الكوسة والبسلة والبصل, وفرمت البصل فى الرحاية وخلطته على اللحمة, ورمت عليهم شوية فلفل اسمر وبهارات وحزمة من البقدونس والشبت والكسبرة, قطعتهم صغير وفرمتهم تانى مع اللحمة والبطاطس والبهار, اصبحوا عجينة عملت منها اشكال شيف وترس ودرع وراس اسد صغير على قد كف ايدها, وخوذة جندى وحدوة حصان وكور صغيرة, وسميتها "كفتة ابن العبيطة" لان الاهبل بن العبيطة هو اللى سماها الكفتة, وولعت النار على الكانون والكانوان عبارة عن حجرين عاليين كبار, وحطت وسطهم حطب النار, وولعت وجابت القدر الكبير "حلة كبيرة" زى الطشت كدة وفرغت فيها زيت الزيتون واللوز وسمن من دهن العجول, وحمرت الكفتة فى خليط الزيوت, والريحة فاحت تجوع البطون, ودعت ربنا مايخلف الظنون, والامير يعجبه الطعام المجنون, وحضرت صينية الكبسة, وحطت فوقها الكفتة المحمرة بالسمن والزيوت الغالية, وحواليها الخضروات والتفاح المقطع, وفى ساعة الطعام الامير وجد صينية طعام غريبة قدامه, وام رياض من الخوف والرعب مرعوشة, بعت لام رياض يسالها عن نوع الطعام, عاوز اللحمة هبر والفتة عايمة فى السمن, قالت له دى كفتة الاهبل بن العبيطة, زعل الامير منها, علشان اسم الطعام الحلو مش حلو, وسماها كفتة ام رياض, وامرها تعملها 3 ايام فى الاسبوع, وتعلم الطباخين سر طبخها وطعمها, علشان يطبخوها فى التكية ... والشعب ياكل الاكلة الحلوة دية.
