لهفة الاطفال دون الخامسة من العمر لمعرفة كل مبهم لهم تأتى بأسئلة كثيرة جدا لمن هم أكبر منهم سنً , وحين تقص لطفل الاحداث بداية من 25 يناير و تقول أن هناك حركة إدعت أنها ثورية تدعى 6 ابريل قام بتمويلها منظمات أميريكية وصهيونية و قام رجل اعمال مصرى بإعطائهم فيلا فى حى راق بمصر ليباشرو منها أعمالهم وحين تخوض فى حقائق معلومة ومنطقية فى رحلات سفر النشطاء يتكون فى ذهن هذا الطفل أنه هناك شئ يسمى الداعم , و الجميل انك حين تقول ( يدعم ) وتسأل الطفل كما فعلت مع لبنى بنت أختى ( عارفة يدعم يعنى ايه يا لولو ؟ ) سيجيبك طفلك كما فعلت لولو ( لا , يعنى ايه دعدم دى ؟ ) وحين فعلت تلك الملاك الصغير وسألت , قلت لها نصا (لا يا لولو اسمها "يدعم" يعنى اللى صرف عليهم علشان يعملو ........ ) وسردت عليها كل ما نادى به و عتم عليه قيادات 6 ابريل و الشنطاء ومشاهير 25 يناير ابتداء من سب الشعب مرورا بحملة عصر الليمون وتسليم الاخوان الحكم وصولا لإدوهم فرصة و السيسى عمل انقلاب , ثم قالت لبنى فى سؤال مباشر ( ومين اللى صرف على تمرد يا خالو ؟ ) و هنا توقفت لثوانى أفكر , فما من رجل أعمال أعطى لتمرد فيلا دورين لمباشرة أعمالهم !! وما من منظمة مولت سفريات و تدريبات خارجية !! وما من مشاهير دعمو تلك الحركة فى بدايات ظهورها الا قليلين , وتوالى الدعم لأسباب اضحت مجهولة بالنسبة لى بعد سؤال لبنى ( مين اللى صرف على تمرد يا خالو ؟ ).
لا يمكن بأى حالى من الاحوال فى حرب ترتسم ملامحها و تفاصيلها اعلاميا ان يقوم نفس الجهاز الاعلامى بمحاربة ما حاربو من أجله (سقوط الدولة) او من حاربو بجانبهم (الاخوان, البرادعى, 6ابريل ومن على شاكلة جميع من سبق) فمثلا هل تعتقد أن محمود سعد وعمرو أديب الذى عزف كل منهما وغيرهم كثيرين سيمفونيات فى حب الاخوان وتمجيدهم يوقعون ويروجون لحملة تمرد شئ منطقى !! من وجهة نظرى ومن وجهة نظر لبنى أن هذا شئ غير منطقى و (مش مبلوع) ولكنه حدث بالفعل و موثق على اليوتيوب صوت وصورة ( دعم 6 ابريل و الاخوان أيضاً دعم تمرد على عكس اهداف 6 ابريل و الاخوان ) وكان هذا من جانب كل الاعلاميين وليس فعل ذاكم المذيعين فقط الذى اشتهر أحدهم بالمرهم وألاخر بالممثل الفاشل.
مم سبق يتضح ان هناك جانب مشترك فى تصنيف هذا النوع من الحروب, وهو الاعلام و الدعم الاعلامى. ولكن هذا هو كل الجوانب المشتركة بين تمرد و 6ابريل !!
الاعلام والدعم الاعلامى على الفضائيات وبنسبة 99% نفس الفضائيات ونفس الاعلاميين (حالة التطابق الاولى)
الاسلوب يتسم بالحدة والهجوم على الطرف الآخر وعدم اعطاء فرصة للرد او المناقشة (حالة التطابق الثانية)
المصطلحات ما بين اجتماعية و سياسية (حالة التطابق الثالثة)
التنفيذ وطريقة الحشد وطريقة التأثير على الشارع (حالة التطابق الرابعة)
وعند الوصول الى نقطتى التمويل و الدعم الاستخباراتى نجد قليلا من التشابة وكثيرا من التباين ففى التمويل مثلا ظهر جلياً فى حالة 6 ابريل مجموعة عوامل اهمها (منظمات خاضعة لسيطرة المخابرات الاميريكية ,, دعم اعضاء الحركة ,, دعم رجال اعمال مصريين ) اما فى حالة تمرد كان التصريح الاوحد (دعم اعضاء الحركة) وفى الدعم المخابراتى ظهرت لـ قيادات 6ابريل صور التدريبات فى الخارج و الاكثر (بجاحة) عرضهم لبعض الوثائق والمستندات السرية والتى لا يستطيع احد الحصول عليها الا جهاز استخباراتى والذى هو مرتبط ارتباطا وثيقا بمنظمات خاضعة لمخابرات اميريكا, اما فى حالة تمرد لم يتم نشر مستندات امنية او سرية مطلقا , ولم تظهر اى معلومة تفيد بتبرع رجل اعمال واحد لمقر الحملة وقتها كما حدث إبان 25 يناير من جانب رجل اعمال مصرى وكثيرين لصالح 6 ابريل, والغريب ايضا فى نقطة التمويل المشتركة تلك بين 6 ابريل و تمرد ان حازم صلاح ابو اسماعيل القيادى السلفى استخدمها ايضا ( تبرعات المؤيدين لأبو اسماعيل فى الانتخابات الرئاسية).
ابسط الامور فى الشفافية هى ان لو المؤيد او العضو (س) دفع ولو حتى جنية واحد يتم ادراجة ان (س) دفع جنية , و (ص) دفع 10 حنية لنصل الى مئات الالاف من المتبرعين و عشرات الملايين من التبرعات. و لنبتعد عن هذا الغموض و نتجه الى الاكثر حيرة ,, لماذا لم تقم تلك الحركات الوطنية بعمل حملة لدعم صندوق ( تحيا مصر ) عن طريق المصريين بم ان عملية الحصول على الاموال الغزيرة من هذا الشعب الغنى سهلة بذلك الشكل !! وما المانع من اعادة نشر اجهزة العرض وشاشات البروجيكتور فى الشوارع لدعم صندوق ( تحيا مصر ) بدلا من عمل الفتنة بين الجيش و الشعب. وما المانع من عمل حملة موسعة لدعم صندوق ( تحيا مصر ) عن طريق جموع الشعب ولو بمبالغ رمزية والتى قد تصل فى النهاية الى عشرات المليارات بناء على المعطيات السالفة الذكر.
فى النهاية لن تتحق احدى تلك الحملات لأن الممول فى كل الحالات مجهول الهوية.
حمدى الشامى