حمدي الشامي يكتب:
بوتن يُنقذ السعودية من أزمة قومية (كانت) مؤكدة..!
إستهداف الدول العربية كان ومستمر, ورغم ان بدايته كان بالثورات والثغرات في فِهم بعض أو أغلب الول العربية لطبيعة الديمقراطية وسُبل تطبيقها سواء كان ذلك من الحكومات أو الشعوب, إلا أنه إستمر وإلى الآن عن طريق العبث بالإقتصاد, وظهر ذلك جلياً في موقف بعض الدول الداعمة للإرهاب في فترات مُتعددة تجاه الإقتصاد المصري لاسيما قطاع السياحة والذي هو يُمثل المصدر الثان للدخل القومي المصري والمصدر الأهم للعملة الصعبة. أما عن السعودية فالمعروف هو أنها مملكة تعتمد إقتصادياً إعتمادً يكاد يكون كلياً على البترول, وبالتالي فالتأثير على إقتصاد المملكة يجب أن يكون بالتأثير على تجارة البترول بشكل ما, وفي تلك الحالة وبالتدقيق في أشكال التأثير على صناعة وتجارة البترول لا يخرج الأمر عن التأثير في الطلب, وبهذا صرحت الولايات المتحدة عن وجود مخزون ضخم من مصدر طاقة بديل إبان العبث بأسعار البترول العالمية (الغاز الصخري), ولكن ذلك مُبالغ فيه جداً, فلو حتى كان الغاز الصخري بذلك الإحتياطي يؤثر على حجم صناعة وتجارة البترول فإن هذا الإحتياطي من الوقود البديل يتواجد في دولة (أميريكا) وهي ليست الدولة الوحيدة التي تحتاج إلى الطاقة, مما يأخذنا إلى الإحتمال البديل.
الإحتمال البديل في التأثير على أسعار النفط هو التأثير على حجم المعروض من النفط الخام أو التأثير في (سعره) عن طريق إحدى المصادر المُنتجه, ولأن موقف إيران لا يسمح بتقليل الأسعار (بسبب الرأي العام الشعبي الإيراني) أو زيادة المعروض بشكل يؤثر على التجارة (بسبب إتفاقيات دولية), توجهت الدول التي تستهدف السعودية إلى (داعش), ورغم أن العالم كله يُحارب غسيل الأموال إلا أن ما حدث بإستغلال المورد من مصدر إرهابي بشكل غير قانوني للحصول على التمويل سواء كان سلاح أو مُعدات أو غذاء ... الخ, مما أدى إلى نزول سعر المورد إلى 45 دولار فقط ! مما أدى إلى تأثير مُباشر على الإقتصاد السعودي لأنه الإقتصاد الخليجي الوحيد الذي يعتمد كُلياً على البترول.
ولكن في الأيام الأخيرة حدث شئ جديد, حيث قامت القوات الروسية المُشاركة في الحرب ضد داعش بتوجيه ضربات جوية أدت إلى تدمير أكثر من 500 حاوية بترول كانت مُعدة للتصدير من المناطق المُسيطر عليها داعش إلى دولة أخرى (وهي في الأغلب تركيا وربما منها إلى دول أخرى), ولو صح الخبر وتكررت العملية الحساسة والمؤثرة في ضرب مصادر تمويل داعش في مقتل, لإزداد الطلب المُباشر على البترول السعودي وإرتفع السعر مرة أخرى بما له من إيجابيات على الإقتصاد السعودي, وفي تلك الحالة ستتدخل الدويلة التي لا تستحي لتحل محل داعش ليستمر التأثير على أسعار البترول في محاولة قد تُنهي جُغرافية تلك الدولة من الكرة الأرضية.