حمدي الشامي يكتب لـ حق الوطن:
موقعة الجمل . |
غريب جدا ما قد تجده عند مصادفة حادث متشابه جداً مع حادث فى 25 يناير,
فى محاولة بسيطة لتفقد الأخبار وتفاصيل موقعة الجمل تجد ما يُذهل عقلك ويجعل قلبك ينتفض من المفاجأة, حيث أن هناك موقعة أخرى فى نفس السياق تُدعى موقعة الجمل وحدثت منذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام (العام 656 ميلادية ) وبالتحديد فى منتصف القرن السادس الميلادى و العام السادس الثلاثون هجرية (العام 36 هجرية) وكما كانت الظروف المحيطة بتلك الموقعة هى الاخرى, حيث نفس الظروف (عرق إجتماعى وعقائدى واحد), وهُم العرب المسلمون, و قد سُميت وتم تأريخها على أنها زمن الفتنة الكبيرة والتى تسطرت فيها موقعة الجمل التى كانت بها السيدة عائشة رضى الله عنها تحاول أن تصل لمن معها لكفهم عن القتال ولا تستطيع , وحاول من الطرف الآخر سيدنا علي رضى الله عنه للوصول الى من معه لكفهم عن القتال ولم يستطع هو الآخر نظراً لتفاقم الموقف وإحتداد القتال بلا هوادة بين العرب المسلمون.
فى محاولة بسيطة لتفقد الأخبار وتفاصيل موقعة الجمل تجد ما يُذهل عقلك ويجعل قلبك ينتفض من المفاجأة, حيث أن هناك موقعة أخرى فى نفس السياق تُدعى موقعة الجمل وحدثت منذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام (العام 656 ميلادية ) وبالتحديد فى منتصف القرن السادس الميلادى و العام السادس الثلاثون هجرية (العام 36 هجرية) وكما كانت الظروف المحيطة بتلك الموقعة هى الاخرى, حيث نفس الظروف (عرق إجتماعى وعقائدى واحد), وهُم العرب المسلمون, و قد سُميت وتم تأريخها على أنها زمن الفتنة الكبيرة والتى تسطرت فيها موقعة الجمل التى كانت بها السيدة عائشة رضى الله عنها تحاول أن تصل لمن معها لكفهم عن القتال ولا تستطيع , وحاول من الطرف الآخر سيدنا علي رضى الله عنه للوصول الى من معه لكفهم عن القتال ولم يستطع هو الآخر نظراً لتفاقم الموقف وإحتداد القتال بلا هوادة بين العرب المسلمون.
أصحاب الفتنة تم تسميتهم بأهل الفتنة وفى هذا الوقت كان لهم سيطرة فى المدينة المنورة نظراً لما لهم من عدة وعتاد يؤهلهم لذلك, وكان هدفهم هو الخلافة, ولكى يصلو الى الخلافة قاموا بذرع الأقاويل والإشاعات وصولاً الى الحدث الجلل, وهو أنهم إتفقو أن يُقسمو نفسهم فريقين , فريقا يقتل أهل البصرة وهم نيام وفريقا يقتل اهل الكوفة وهم نيام, ويصيح أهل الفتنة فى الطرفين أن الطرف الآخر قام بفعل هذا لزيادة وتأجيج الموقف وتضخيمة, إلى أن هَمٌ الفريقين من البصرة والكوفة بالاقتتال قتال شديد لم يستطع أحد وقتها من القائمين على شؤن المسلمين أن يُحدد من إبتدأ القتال !! ولماذا ابتدأ القتال !!, وقتها بدأ سيدنا علي رضى الله عنه يصيح فى الناس أن كفو يا مسلمين عن قتل بعضكم البعض, ولكن صوت السيوف وشدة الفتنة كانت أعلى من صوت سيدنا علي, فهرع كعب إبن ثور قاضي البصرة الى السيدة عائشة مستنجداً بها لحقن دماء المسلمين , فذهبت الى ساحة المعركة على الجمل, ومن داخل الهودج بدأت هى الأخرى فى الصياح بصوت عال للكف عن القتال, ولاحظ هنا أن أتباع السيدة عائشة يقاتلون أتباع سيدنا على رضى الله عنهما فى حين أن السيدة عائشة وسيدنا على لا يرتضون ما يحدث !! وسميت تلك المعركة بمعرك الجمل لأن المقاتلين من الجانبين تجمعو بكثرة حول جمل السيدة عائشة يقاتلون جوارة "من معها مدافعين ومن مع سيدنا على مهاجمين" لإسقاط الجمل حتى يُحبطو فى الفريق الآخر للتعجيل بإنهاء المعركة, ومات فى تلك الفتنة قرابة عشرة آلاف مسلم , والسبب تم ذكرة سابقا من مخطط لإشعال الفتنة عن طريق قتل أشخاص من الجانبين وهم نيام ثم إشاعة أن القاتل هو الطرف الآخر.
أما فى ثورة يناير, وموقعة الجمل التى حدثت وسميت بموقعة الجمل هى الأخرى, فبرغم أن الجمل فى الموقعة الاولى كان مُستخدم للتهدئة و فض الاشتباك وفض القتل إلا أن الجمل فى ثورة يناير كان الهدف منه مثل الهدف من الفتنة الاولى فى أيام السيدة عائشة وسيدنا علي رضى الله عنهما. حيث أنه فى الفتنة الاولى كانت الخطة بقتل أشخاص من الجانبين وهم نيام, وإشاعة الفوضى والفتنة فى الفريقين عن طريق التحريض بأن القاتل هو الطرف الآخر, ولأن الأمر تم فى الليل وصاحبه تعتيم ومغالطة وفوضى وإشاعة وأخبار غير حقيقة, هَمٌ كل طرف فى قتال الآخر, وبنفس الأسلوب دخل راكبى الجمال ميدان التحرير وبدون أدنى دليل تم إشاعة الاكاذيب فى مجرد أقاويل أن هناك أشخاص تم عن طريقهم الدفع للبلطجية للدخول الى الميدان لفض وقتل الثوار, ليظهر من العدم الإخوان ليقوموا بالدفاع عن الثوار, وفى سياق متواز يتم نشر الاخبارعن أن بلطجية الحزب الوطنى بتسهيلات من المجلس العسكري عن طريق الشرطة العسكرية, هم من قاموا بذلك, فى حين أن آخر خطاب لمبارك وبشهادة الجميع قبل موقعة الجمل بيوم واحد شهد نوع من التعاطف لدى الشعب مم من شأنة أن يُهدئ الاوضاع ولكن كيف تهدأ هذا ما لا يريده صُناع الفتنة.!!
فكان لابد من عمل وقيعة "فتنة" بين الاطراف المتنازعة لتحويل مسار النزاع, وكالعادة من نزاع حقوقي الى نزاع سياسي دموي تُصبح فيه الغلبة لمن يملك إمكانيات بث الاشاعات والاكاذيب, فأغلب شهداء أو قتلى ثورة يناير مثلهم مثل شهداء أو قتلى موقعة الجمل التى حدثت منذ مئات الاعوام, راحوا ضحية أكاذيب ومفاهيم مغلوطة وإشاعات تم نشرها بدون أدلة, ولأن صانع تلك الفتنة يعلم تماماً أساسها ونتائجها, عندما وصل الى مراده تم تفعيل جملة نهاية الفتنة فى عهده حتى لا تُثار ضده, وعن طريق أتباعه تم نشر جُملة ((فين المصدر)), فحين بات أمر حُكم الاخوان وشيكا وبدأو فى أيامهم الاولى من الحكم, بدأت حملة فين المصدر في الاعلام, فى وسائل الاتصال الاجتماعى وأيضا فى الصحف والجرائد وكأنهم يعترفون بأن كل ما حدث فى الماضى كان فتنة عظيمة وأقاويل أدت الى إشتباكات أزهقت أرواح بدون مصدر وبدون أدنى واقع ملموس أو حقيقة جارية كما حدث فى موقعة الجمل منذ أكثر من الف وثلاثمائة عام, صناعة الفتن لا تتغير رغم مرور تلك الاعوام وكأن المُخطِط يعرف مسلكه جيدا ويعرف طريق جيدا, إنها خطة وضعها الشيطان نفسة وعلمها للنفوس الضعيفة من بني آدم ليقومو بها شركا بتعاليم الله سبحانة وتعالى فى السلام والمحبة, فهل من صنعو الفتنة فى أثناء ثورة يناير هم أحفاد من صنعو الفتنة فى عهد سيدنا على رضى الله عنه أم أنهم مجرد أشخاص تشابهت نفوسهم الضعيفة ورضخو الى الشيطان وإستحلو التجارة بالدين والتجارة بالدم وفتح مدخل أو مداخل للشيطان حتى يصلو الى السلطة بغض النظر عن من يتخذون حلفاء أو من يتبعون !!