حمدي الشامي يكتب لـ حق الوطن:
حمدي الشامي . |
قد يستعين بعضُنا بقاموس المعاني لإختيار كلمة مُناسبة لراحة عين القارئ, لتصل إليه المعلومة البناءة والهدف السامي من الإيضاح, ولكن,
قد ينشأ خلل ما لدى بعض الأشخاص نتيجة طبقية شديدة تصل لحدود الإدمان والغرور وإحتقار وعدم إحترام الآخر, فيستخدم نفس القاموس للوصول لأقصى المفردات تعقيداً, والتي تحتاج إلى تعريفات وشروحات ضخمة لإيصال معناها الحقيقي, اللهم إلا إذا كانت قُدرة من يفعل ذلك محدودة, فيعتمد على مجموعة مفردات لا يعلم غيرها, وفي تلك الحالة يجب أن تكون حياته العادية والطبيعية تشمل تلك المفردات (وهو أمر غير منطقي), بل يقوم بتركيبها وإضغامها وعطفها أحياناً, حتى يُسأل عنها فيُلبي ذلك حاجة نقص بداخله, أو حتى يتسائل عنها القُراء فتتحرك ملامحة شماتة وإهانة بسبب جهل الشعب المصري من وجهة نظرة .. فلا يقول أحدهم مثلاً لزوجته "آليتك في مزج الخُضار وطهية تُشعرني بإقبال شديد إلى الأكل, حيث أن تلك الآلية تتناسب عكسياً مع تلذذي بالطعام"..
قد ينشأ خلل ما لدى بعض الأشخاص نتيجة طبقية شديدة تصل لحدود الإدمان والغرور وإحتقار وعدم إحترام الآخر, فيستخدم نفس القاموس للوصول لأقصى المفردات تعقيداً, والتي تحتاج إلى تعريفات وشروحات ضخمة لإيصال معناها الحقيقي, اللهم إلا إذا كانت قُدرة من يفعل ذلك محدودة, فيعتمد على مجموعة مفردات لا يعلم غيرها, وفي تلك الحالة يجب أن تكون حياته العادية والطبيعية تشمل تلك المفردات (وهو أمر غير منطقي), بل يقوم بتركيبها وإضغامها وعطفها أحياناً, حتى يُسأل عنها فيُلبي ذلك حاجة نقص بداخله, أو حتى يتسائل عنها القُراء فتتحرك ملامحة شماتة وإهانة بسبب جهل الشعب المصري من وجهة نظرة .. فلا يقول أحدهم مثلاً لزوجته "آليتك في مزج الخُضار وطهية تُشعرني بإقبال شديد إلى الأكل, حيث أن تلك الآلية تتناسب عكسياً مع تلذذي بالطعام"..
ليصل الأمر من درجة الجنون الفكري إلى الإعتقاد لدرجة أعلى كثيراً من اليقين أن ما يفعله أمر يشفع لديه ولدى القطيع الذي يرتحل من أجل المال أو المركز الوظيفي, من موضع سياسي إلى آخر, ومن تويته إلى أخرى, ومن حلقة على فضائية إلى أخرى, حتى يصل التبرير إلى مبدأ هُلامي يرتكز على (المصريين فُقراء جُهلاء مش فاهمين حاجة على عكسُنا نحن), وبمعنى آخر (نحن النُخبة وهُم عامة الشعب), ولكن هذا الأمر يأخذ حيز آخر في القطاع العريض من الواعين المصريين (الشعب), الذين هُم أكثر إحتكام إلى العقل عن من وصفوا أنفسهم بالتبادل مُثقفين, فمثلاً يقوم (س) بالإشارة إلى أن (ص) من النُخبة والمثقفين المصريين, أو من أبرز النُشطاء السياسيين أو الإعلاميين أو الصحفيين مثلاً, وينعكس الوضع بشكل مُتبادل مع (ص) عن (س).. لتكون الصورة النهائية للنُخبة المصرية عبارة عن دوائر مُغلقة من الجنون الجماعي للطبقة النُخبوية المُصطنعة بالإفك والمادة.
والطريف أن أحدهم عندما يترك هذا الجنون ويُصاب بالشفاء ليؤيد مؤسسات الدولة ويُثني على الشعب المصري (بنفس المُفردات) يتهمة قطيع المجانين بأنه إما رجعي إما جاهل إما متواطئ مع الدولة (ضدهم طبعاً), لدرجة أنهم صنعوا بالفعل (والتشبيه ليس مجازي) دولة حقيقية داخل الدولة, لها مبعوثون وسُفراء ومسئولين, وبها كارنيهات دوبلوماسية وأراض ذات سيادة بعيدة تمام البُعد ومُختلفة تمام الإختلاف عن سيادة الدولة المصرية, فمثلاً كارنية نقابات (الصحفيين والمُحاميين والإعلاميين) دوبلوماسية رفيعة المستوى, إن تم مُجرد سؤالهم عن خطأ ما, يأتي المبعوث السامي التويتاوي أو الفيسبوكي ليُهاجم ويشجب ويُهدد بقطع العلاقات الدوبلوماسية فيما بين الدولتين, والتاريخ القريب خير شاهد. وهكذا مع أهم كوادر نظام دولة الجنون الجماعي عندما تُخاطب الدولة المصرية في خطابات ونداءات لتصالح الدولة المصرية مع من إرتكبوا جرائم إرهابية أو حرضو وإستعدو الدولة المصرية والشعب المصري, لأنه كما أسلفنا (الكرانية دوبلوماسي) يلقى حصانة في مُقابل هيبة الدولة المصرية.
ولأن الحبل على الغارب لكُل مُتكالب على مصر, نشأ نوع من الزهو بالجنون والتخلف عن ركب المصرية والمواطنة, فكان السبيل إلى الإستمرار والتمادي هو الطريق الوحيد المُتاح لدى هؤلاء, فهو يؤتى ثمارة مادياً بتدفقات مالية محسوبة بوظيفة أو منحة أو تمويل, ومعنوياً بإلتهام هذا النقص الشديد لدى نفوسهم المريضة, فكل قرش صاغ يزيد في حساباتهم البنكية يؤكد لهم أنهم الأصح حتى ولو كانوا يحملون معاول الهدم والتشكيك, وكل دعم أو كلمة ثناء من جهة خارجية تؤكد لهم أنهم الأكثر مواكبة للعولمة والرُقي وصولاً لمُجتمعات الرايات الحمراء وأعلام قوس قزح (الدعارة والشذوذ الجنسي), وحتى كل كلمة هجومية ضدهم تجعلهم يزهون ويعتقدون أننا كمصريين لا نقرأ, لا نتثقف, لا نفهم, لا نعي, على عكس الحقيقة طبعاً, وبذلك أتمنى أن تصلهم تلك الكلمات وأن تصُيبهم لعنة التجاهل من المصريين, والأدعى في مخاطباتهم أو الحديث عنهم هو وصفهم بأنهم مُجرد مجانيين يتحدثون حول هُلام وخيال يعتقدون أنه يميزهم بين البشر, وهو للأسف يضعهم في بؤس وجنون أمام أعيُن الناس, فلا يرون ما نرى, ونحن نرى ما يرون وما هيتهم وغايتهم وضوح الشمس, وما مقدار نقصهم ومرضهم النفسي الشديد الخطورة عليهم وعلى المُجتمع.