لمعرفة المرض وتشخيصة يجب تحديد اعراضة ثم تأتى مرحلة علاجة ولمعرفة العلاج يجب معرفة تكوين المرض, مراحل نشأتة وتطورة ليصيب الانسان, وهنا يمكن تفسير مراحل تطور المرض وتحديد أى مرحلة هى الافضل لعلاجة, ناهيك عن الوقاية منه من الاساس.
الحرب المزعومة على داعش لها نشأة ومراحل تطور فى تحليلها قد نجد نتيجة مذهلة, ولعل الخدعة الاميريكية فى ذلك جعل العناوين هى الشغل الشاغل والمتصدر الرئيسى للصحف والاعلام بل وأيضا المجالس السياسية, ومن هنا وجب التطرق الى ما يتم عرضة بين السطور, فمثلا ما الغرض من اصطناع حالة ذبح صحفى اميريكى والتى كانت تلك الحالة بمثابة الذريعة الاساسية من بين ذريعتين اولهما تهديد داعش برفع راياتها على البيت الابيض. وإن كان يعلم الجميع أن داعش ومثيلاتها هم نتاج مباشر للربيع العربى الاميريكى الصُنع, وإن كان يعلم الجميع أن حرب جورج بوش ضد العراق وتفكيك الجيش العراقى وإغتيال صدام حسين كان سبب مُباشر لتمهيد الارض لـ داعش ومثيلاتها, فلماذا لا يتم تحديد ملامح ذلك العدوان المُحتمل اعتمادً على ما تم من قبل.
سياسة الولايات المتحدة الاميريكة فيما بعد الحرب العالمية الثانية هى سياسة البلطجة الدولية, فلا يمكن وصف جورج بوش فى الحرب التى دمرت العراق وفككت اواصلها أن (من ليس معنا فهو بالتالى ضدنا ) إلا بوصف البلطجة والارهاب, ولا يمكن بأى حال من الاحوال قبول اعتذار عن قتل نصف مليون عراقى أو أكثر, فكما قال رئيس الولايات المتحدة الاميريكية آنذاك "جورج بوش" نعتذر عن قيامنا بحرب العراق بناء على معلومات مغلوطة, إذا ما هو المتوقع من أوباما فى العدوان على العراق و سوريا بُحجة داعش بناء على ما تقدم.
أولاً التحضير النفسى للحرب:
التحضير النفسى لهذا العدوان يتشابة الى حد كبير مع نظام البلطجة الدولية والذى حدث فى حالة جورج بوش, فعملية ذبح الصحفى الاميريكى لا تؤخذ على أنها ذريعة مُصطنعة قدر أخذها بأنها رسالة للعالم الدولى بأن الحادث مُلفق وأن فيديو الذبح ليس حقيقى وهو ما تم عن قصد, وذلك رسالة للعالم بأن ذلك العدوان المُسَبَب الغير منطقى والغير صحيح بالمرة أن الهدف ليس داعش وإنما سوريا و العراق تمهيداً لمراحل أخرى من استهداف الشرق الاوسط, وما كان هذا الفيديو الا مرحلة تالية لتصريح داعش بأنها ستغزو واشنطن وسترفع العلم على مبنى البيت الابيض. ومع علم الجميع أن الادارة الاميريكية هى التى صنعت ومولت وسلحت داعش لإحلال الارهاب بدلا من مؤامرة الربيع العربى فى تلك المنطقة إثر تمسك بشار الاسد بعدم الرضوخ لتلك المؤامرة, فما كان الا تأكيد "أوباما" أن تهديد داعش برفع رايتها على البيت الابيض ما هو الا استدعاء رسمى لضرب سوريا والعراق.
وهُنا نستطيع أن نقول ان عملية التحضير النفسى هى وضع العالم أمام الامر الواقع بأن هناك حرب ليست للهدف المُعلن عنه وأن الولايات المتحدة ستقوم بتلك الحرب لتمهيد الطريق الى توسع لاحق لداعش وتنظيم القاعدة حتى تتم عملية الابادة الشاملة للمسلمين والعرب من جهه , ولحلفاء روسيا من جهه , ولإكتساب موقع استراتيجى لأقرب مواقع جغرافية مُحتمل استغلالها فى اى صراع أسيوى من جهه أخرى.
ثانياً الغطاء الدولى:
ضم تحالفات ما يقارب 40 دولة تشارك الولايات المتحدة الاميريكية فى ذلك العدوان المزعوم ليس له أى تفسير الا غطاء دولى لم سيحدث من عدوان, وفى أغلب الظن سيشارك من تلك الدول قوات رمزية بسيطة جدا وإنما لها أثر دولى سياسى واستراتيجى كبير, ففى النهاية من يريد أن يتورط فى حرب مع 40 دولة !! ولامنطقية العدد فى مواجهة تنظيم ارهابى فى موقع جغرافى له حدود معروفة تؤكد على لامنطقية الحرب على الارهاب وإنما العدوان على دول محددة وشعوب محددة.
مم سبق يتضح أن منع هذا العدوان ليس له الا طريق واحد فقط وهو استخدام نفس الاساليب فى الرد على ما تقوم به الولايات المتحدة, إذ يجب استحضار عدة نقاط محورية هامة جدا وأهمها:
-1- عدم قبول العالم الاسلامى, والعربى, والدولى لقتل أى مدنى بأى حال من الاحوال.
-2- عدم قبول العالم الاسلامى, والعربى, والدولى لقتل أى جندى فى الجيشين النظاميين السورى والعراقى بأى حال من الاحوال.
-3- قبل البدء فى تلك الحرب يجب أن تُعوض الولايات المتحدة الاميريكية كل مواطن عراقى, سورى, ليبيى مادياً جراء ما تسببت به الولايات المتحدة الاميريكة من تسليح المعارضات وتحويل الثورات الى نزاعات مُسلحة وإرهابية.
-4- بعد تنفيذ النقطة رقم ( -3- ) يجب أن يُخير الشعبين العراقى والسورى ما بين تمويل وتسليح الدولتين لمحاربة داعش والجماعات المسلحة تحت أى مسمى بذاكم الدولتين و بين السماح للقوات الاميريكية بخوض تلك المعركة بأنفسهم.
ولكن هل يوجد هناك تحالف قوى او دولة قوية تستطيع فرض شروط مشابهه قبيل البدأ او الشروع فى تنفيذ تلك الحرب المزعومة ؟؟
إن وُجد ذلك النوع من التحالفات او حتى التكاتف بين الشعبين السورى والعراقى فقط رغم الحالة المُنهكة للشعبين فقد تكون تلك النقاط الاربعة هى العامل الاساسى لفشل أى تدخل أميريكى لإنقاذ الجماعات المسلحة من بين براثن الجيش السورى النظامى, والمقاومة الشعبية العراقية ضد الجماعات المسلحة تحت اى مسمى (داعش, جبهة النصرة, وغيرهما).