البلتاجي والخروج عن حدود الله في تونس




حملة حزب السيسي
القيادي الإخواني
د. محمد البلتاجي

حمدي الشامي يكتب لـ حق الوطن:

يبدو أن تاريخ الإخوان ممتلئ بالمفاجآت التي لم نكن نلحظها في ميقاتها, فقد تمُر الأحداث والتصريحات بشكل عادي, لتأتي الأيام بالشرح الوافي لما كان وما يكون وما قد يكون.
من المعروف إن جماعة الإخوان في مصر كانت تُمثل مركزية الجماعة على مستوى العالم, بأذرعها المُسلحة والمُتطرفة - عقائدياً وثقافياً وسياسياً - في مُختلف أنحاءه. هذا لأن المنهج الدراسي للتطرف وإثارة الفوضى وعدم الإستقرار داخل البلدان أُعِد ومُول ودُعم من جهة واحدة, وتختلف درجة التطرف هُنا مُحددات منطقية, منها الجهل, الشهوة, السعي للمال والسلطة. فمنهم من ينجرف جاهلاً عن طبيعة الدين خلف الدم, ومنهم من ينحرف آثماً خلف جهاد النكاح والزنا المُقنن بفتاوى شيطانية, ومنهم من يتطرف بسبب المال والسُلطة. وأثبت التاريخ وحتى القريب منه أن جماعة الإخوان تعمل بهذا الكوكيل الذي لا تخرج نتيجته أبداً عن الدموية المُطلقة.

حزب السيسي

الربط بين ما يحدث في تونس من تعدي على حدود الله, وبين "البلتاجي", صادر من واقعة موثقة بالصوت والصورة ليلة 03-07-2013 في ميدان رابعة العدوية, حيث كان "البلتاجي" يهتف, ويطلب مِن مَن كانوا في "ميدان رابعة" الترديد: "لا دينية.. لادينية", وتفسير هذا الهتاف سياسياً, معناه أنه مُملى وليس حسب نية, إذ أن سعي الإخوان للحُكم والسُلطة خلال 80 عام كاملة كان (الدين هو الحل), ولم تخلو دعاياهم وتسويقهم لأنفسهم يوماً في التجارب البرلمانية من ذلك, ولكن تبعاً لمن مولوهم وساعدوهم ودعموهم ووقعوا معهم الإتفاقيات ومنوهم بالوعود, لم يكُن بُدً من التأكيد على أن جماعة الإخوان ليست جماعة دينية, حتى لا تهتز صورة الإدارات السياسية في بلدان العالم "من يدعمون الإخوان" أمام شعوبهم. فكان الهُتاف في محاولة لتسهيل الحشد الغربي ضد "الشعب المصري العظيم" ومؤسسة "الجيش المصري العظيم". وهو ما تم بالفعل من حصار سياسي وإقتصادي بعد بيان 03-07-2013.

إضغط هنا لمتابعة >> حملة "الحزب" المطروح على السيسي

حملة الحزب المطروح على السيسي

وبالتالي فإن هُتاف "البلتاجي" كان مقصوداً ومُرتباً, ولو كانوا إستمروا, لفوجئنا بفتاوى شاذة ومُبررة بحجة المدنية (وإلا عادتهم دول عَملِت في الأساس على تمكينهم من السُلطة), مثلما في بعض البلدان الأخرى, والتي يُفترض أنها بلدان إسلامية  "وهي دول معروفة", والعامل المُشترك فيما بين تلك البلدان هو سطوة المنهج الإخواني عليها (وهو ما تم شرحة في الفقرة الأولى من المقال). وعلى ركبها صعدت تونس, حتى يستمر قيادات الإخوان على ما هُم فيه من رغد, والعلاقة هُنا بين "البلتاجي" و الخروج عن حدود الله في تونس, أن المؤتمر الذي أُعلن فيه عن القرارات الشاذة عننا كمُجتمع عربي شرقي وإسلامي, قيلت فيه جُملة في غاية الخطورة, والتي تتشابه مع هُتاف "البلتاجي" وهي: "الدستور يعلو ولا يُعلى عليه" - إستغفر الله العظيم - فلا يعلو على كلام الله قول ولا يُعلى على كلام الله قول.

إضغط هنا لمتابعة >> حملة "الحزب" المطروح على السيسي 
حمدي الشامي


وبصرف النظر عن طريقة حديث من قال هذا, والتي تتشابه كثيراً مع طريقة حديث "البرادعي", من حيث التهتهة وصعوبة التحدث, فإن التأكيد على تعلية الدستور عن حدود الله من خلال القرار, أمر واضح جداً, وهو تقديم فروض الطاعة لمن يملك فيهم الأمر حسب ظنهم, بأن إراداة مموليهم, وداعميهم, وموصليهم للسلطة أعلى من إرادة الله - حاشى لله وتعالى الله عن ذلك -, فـ بالتالي الدستور "كلام الإنسان" بالنسبة لهم يعلو ولا يُعلى عليه. وهو ما تنازل عنه "البلتاجي" أيضاً بإسم جماعة الإخوان في ليلة بيان القوات المُسلحة, لأنهم يعلمون علم اليقين بأن ثورة 30 يونية شرعياً صحيحة, فلو إحتكمو لشرع الله لضاعت أمانيهم الدنيوية كما شرحنا في بداية المقال, وبالتالي كان هتافهم في مصر (لا دينية .. لا دينية), وكان فعلهم في تونس (تعدي حدود الله).





التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات: