أرشيفية |
حمدي الشامي يكتب لـ حق الوطن
الجيل الرابع من الحروب - معهد كارنيجي «وأحزاب مصرية» !
كُنا قد كتبنا في 25 يوليو 2020 مقال رأي بعنوان «أردوغان والأحزاب المصرية» , وقد تناول المقال وجهة نظر إستغلال مستشار أردوغان - ما يعني تُركيا - الوضع الداخلي المصري من جانب الأحزاب ونواب البرلمان وأحقية تمثيلهم للشعب المصري, ما قد يتسبب.. لاحقًا في ضعف الصورة المؤسسية في نظرة الدول الأخرى لمصر, وما يترتب عليها من إستقرار العلاقات المُختلفة بين بعض الدول ومصر من جوانب متعددة أبرزها الإستثمار والتعاون الإقتصادي والإتفاقيات الدولية الأخرى ! .. وكان من الواجب النظر من زاوية أخرى لمعرفة هل الوضع الداخلي مقصود ممن تحملو أمانة العمل العام والسياسي على وجه الخصوص أم أنه مُجرد فشل غير مقصود.
وكُنا قد نشرنا أيضًا, خبر للتوثيق في 2016 عن حصول رئيس حزب مستقبل وطن على دوره تدريبيه في معهد «كارنيجي» وهو تابع لمؤسسة كارنيجي الشهيرة التي تمول «مجموعة الأزمات الدولية بـ 40% من تمويلها» .. الخبر من هنا «إنفراد - بدران يتلقى تدريبات بإحدى مؤسسات كارنيجي المشبوهة», الأمر الذي يتفق مع بتبني مؤسسة «جريدة اليوم السابع» دعاية حزب مستقبل وطن إبان تأسيسه, وهي نفس المؤسسة الصحفية التي تبنت النشطاء, وكذلك بعض بيانات الجماعات الإرهابية الخطيرة, وعليه, لا حرج في التطرق لِما كانت عليه الأوضاع في 25 يناير 2011 وما تلاها, ووضع مقارنة ببعض الخطوات التي حدثت في الشارع السياسي المصري لمعرفة إذا ما كانت تطابق مع التدريبات وما حدث من محاولة إختراق وهدم الدولة من عدمه أم لا.
نبدأ ذلك بأسلوب التغلغل, وحسب «معهد كارنيجي» كما وجدنا من ملحوظات, كان يجب أن تتعدد المسميات الثورية, رغم أن أساسها كان واحد «جماعة الإخوان», فمثلًا تفرعت الجماعة الى بعض الحركات والكيانات وإن إختلفت المسميات والأيدولوجيات في الظاهر, يظل الهدف النهائي إنهاك الدولة وإضعافها لصالح المجموع من حركات ثورية مُختلفة, فكانت حركات مثل: «6ابريل, كلنا خالد سعيد, شايفينكم, بلاك بلوك, آبانا الذي في المخابرات, الثورة مستمرة...الخ» , المُريب هو أن من تدربو في معهد كارنيجي كانو قيادات تلك الحركات الثورية, ورئيس حزب مستقبل وطن تدرب في ذات المعهد, فلم يكن غريب أن يتبع هذا الحزب نفس النهج في التغلغل.
يُمكن رؤية ذلك بوضوح في حملة تحت مُسمى «علشان تبنيها», والتي نشأت بتخطيط من حزب مستقبل وطن خلف الستار, حتى إذا ما سحبت البساط من مؤيدي الدولة وداعمي مؤسساتها والقيادة السياسية, ظهر رئيس حزب مستقبل وطن اللاحق ليرسم صورة للناس أن هذا الكيان هو كيان الدولة من جهة, ومن جهة أخرى أن الدولة في أمس الإحتياج له, وكذلك يُصر هذا الكيان ويبذل مُعدلات إنفاق ضخمة على مُسمى «أنه مُمثل الشباب» ليستقطب الأفكار بعيدًا عن الشباب المصري ويغلق كافة الأبواب في وجوه قطاع عريض لإستحواذه على المُسمى ! الأمر الذي يأخذنا لمن أسس هذا الكيان ماليًا وهو الأستاذ احمد ابو هشيمة.
وضعت أموال الأستاذ احمد ابو هشيمة حزب مستقبل وطن على أول الطريق, ثم إنصرف بعيدًا عنهم وتركهم يستقطبون الأموال بطرق شرعية «وغير شرعية» ثم عاد مرة أخرى وضخ ماله في «حزب الشعب الجمهوري» , ولا أتحدث هنا عن شراكاته القطرية, لكني أتحدث عن نسق العمل مع «نسق عمل معهد كارنيجي» في تعددية المسميات التي تصُب لصالح كيان أُم, فظهرت أول ما ظهرت حملات تابعة لأموال ابو هشيمة بإسم «السياسي الشاب» ولم يُعلن صراحًة أنها تتبع «حزب الشعب الجمهوري», كما ظهرت أيضًا «تنسيقية شباب الأحزاب» بتمويل لا بأس به من ذات الشخص وإن لم تُحسب عليه كما لم تُحسب سابقًا 6 ابريل فترة لمعانها على جماعة الإخوان.
ما يعني أن تدريب «الرئيس الشاب السابق لحزب مستقبل وطن» كما بعض ردود الأفعال في بعض المواقف من الرئيس الشاب اللاحق له, وسلوكيات الحزب ومموله الأول, تنطبق بشكل أو بآخر مع طريقة عمل الجيل الرابع من الحروب, الأمر الذي يتسق مع ظهور إسم «كارنيجي» في ملفات «حزب مستقبل وطن» من جهة, وعلاقة ذلك بـ «حزب الشعب الجمهوري» من ذات الجهة, وارتباط ذلك بـ «حركات وحملات 25 يناير» من جهة مُقابلة. ولا ينتهي الأمر عند ذلك, بل يمتد لميكانيزم مؤسسات دولية أخرى, من بينها «البنك الدولي» وما تشوب «قروض البنك الدولي» من شبهات, وكذلك «وزارة الدفاع الأميريكي» وميكانيزم المنح والمساعدات وما يحوم حولها من أضرار تطرق اليها بعض مُفكرينا, وهو ما سنتطرق له في المقال القادم.