أردوغان «والأحزاب المصرية» !





حمدي الشامي
يكتب لـ حق الوطن

أردوغان «والأحزاب المصرية» !



طالعنا جميعًا تصريحات مستشار أردوغان منذ أيام قليلة بشأن طبيعة تمثيل السياسيين «نواب برلمان وأحزاب» للشعب المصري, وفي صدمة متوقعة كُنا على مدار سنوات نخشاها ونُنبه منها, صرحت دولة عدو مُترصدة بمصر - تُركيا - أن «البرلمان المصري لا يُمثل المصريون», ما يُمثل أزمة وطنية للأحزاب السياسية على وجه الخصوص, لا سيما توجهاتهم الدائمة للإستحواذ على المساحات النيابية في السُلطة التشريعية وهي «البرلمان المصري».. الأمر الذي يلزم بالضرورة تقويم أعمالهم بشكل «جاد وحقيقي» لضحد تلك الفكرة بأكبر قدر مُمكن من المصداقية, ليس من عقل المُجتمع الدولي فقط, ولكن من نفوس المصريين المتأزمة من ذلك الوضع أيضًا. 


أن تصدر تلك الجملة من خارج مصر, لا يُمكن إلا أن يكون بأسباب, فبطبيعة محاولات دول أقزام للندية مع مصر, تعمل أجهزتهم المخابراتية على «صناعة تداخلات» في الداخل المصري لتؤثر عليه بالسلب, وأيضًا لها من الأدوات التي تسمح لها بقياس الرأي العام المصري, مستوى الرضاء الشعبي, مدى قُدرة الداخل المصري على «دعم الدولة» وخاصًة في الفترة الحالية من تاريخ مصر بما فيها من تأثيرات مصنوعة لزعزعة الإستقرار المصري من أجل أطماع خارجية, ولا حرج عليٌ من أن أُكرر مرارًا وتكرارًا وفي كل الأوقات, بأن كل أطماع خارجية أساسها أوضاع داخلية هزيلة. 


نستطيع أن نُجزم بأن هُنالك شرائح من الأحزاب والسياسيين, الشريحة الأولى تلك التي تشاركت في تركة مجلس الشيوخ, الشريحة الثانية سنراها في مجلس النواب, وهما الشريحتان من الأحزاب التي قد وضعتا بسلوكياتها نوع من الطمأنينة في صدور أعداءنا عند الطمع في مُقدراتنا, ودماء أبنائنا, بأن تستمر أطماعهم, وتعدياتهم.. أما الشريحة الثالثة المُجمدة بصرف النظر عن إن كانت مُجرد إحتياطي في حال فك ترابط أيًا من الشريحتين السابقتين, أو مما تم تصنيفها بدخول الشارع السياسي من باب «البرستيج» فلا تقل عنهما في الضرر الناشئ عن سلوكياتهما, حيث شغل المساحة وحده يقطع الطريق على من يُريد دعم الدولة فعلًا وبشكل «جاد وحقيقي» لقطع السنة وأياد الطامعين 


الثلاث شرائح الحزبية هُنا, تنتهي بتصنيفات قد ينتمي اليها مُستقلين سياسيين إذ لا يقتصر الأمر على الأحزاب, وقد اتضح ذلك جليًا في 2018 عند هوجة تغيير الصفة الحزبية لأكثر من 200 نائب برلماني ما بين مُستقلين ومنتمين لأحزاب متباينة الفكر, الى حزب شهير مُصنف من الشريحة الأولى التي تشاركت في تركة مجلس الشيوخ, ذلك التغيير بالمخالفة للقانون والدستور. ما جعل دولة عدو «تُعاير جمهورية مصر العربية» بوضعها الداخلي, وتُجرئ ميليشيات إجرامية علينا نحن المصريون دولة وشعب. فهم يعلمون أن نسبة نجاحهم ولو 1% مُرتبطة بتلك الكيانات السياسية والشخوص إذ تُسهل إستمرارهم في إحتلال مصر إذا لا قدر الله حدث, أو على أقل تقدير تسهيل مُهمتهم في إستهداف مصر ولو بالسلوكيات الغير قويمة منهم كنواب برلمان أحزاب سياسية. 


المُريب هو وضوح الأمر, والأغرب هو تصريح العدو التركي به ! .. وفي ذات الوقت لا يتوانى قيادات الأحزاب والبرلمانيين عن إستمرارهم على ما هُم فيه حتى ولو كان هذا الأمر يُشجع الطامعين على إستمرار أطماعهم والعدائيين على إستمرار أطماعهم, ولا يُمكن أن تكون سلوكياتهم كنواب وأحزاب بعد تصريح مسشار أردوغان هُنا عن جهل, لقد قالها على مرأى ومسمع الجميع «البرلمان المصري لا يُمثل المصريون» لا نوابه ولا أحزابه.. وفي ذات الوقت هؤلاء النواب وتلك الأحزاب لا تسعى ولو بقدر ضئيل الى أي نوع من أنواع التقويم الذاتي لقطع الطريق على أردوغان ومن خلفه ومن بجانبه, إذ يبدو أن الحصانة في البرلمان أو الشورى والمركز القيادي في حزب ما, وما خلفهما من مصالح وسبوبة أهم وأغلى من مصر وجيش مصر وأجهزة مصر والمصريون.


لمتابعة حق الوطن على فيسبوك إضغط هنا >>  حق الوطن

إدعم حق الوطن وشارك الموضوع





التعليقات
2 التعليقات

هناك تعليقان (2):

سليمان العربى دهشان يقول...

أين الدوله من هؤلاء

fouadghareeb7@gmail.com يقول...

ربنا يريحنا منهم كلهم نواب الشعب والشيوخ ولا ليهم لازمه ولامنهم أي خير هيجي