كان هناك جماعة مكونة من ذئاب و نمور و ثعالب وقطيع من الغزلان. استمر الحال على ان يصطاد المفترسون من قطيع الغزلان وكان الكلب برغم انه يعتبر المفترس الاقل قوة و ضراوة بين المفترسين الا انه كان له قطيع غفير من الكلاب متوغل فى المساحة المتواجد بها كل من سبق ومسيطر سيطرة تامة ومتحكم فى من له الحق ان يأكل و يصطاد من الغزلان و ابناء الغزلان بالقدر الذى هو يقرر و وقت ما هو يقرر. وبرغم ان الغزلان كانت كثيرة العدد باضعاف اضعاف مضاعفة كانت ترضى بالحال الا انه فى يوم من الايام ظهر بين الغزلان قلة منهم نادت بأن تثور على المفترس و قد كان. و اجتمع قطيع الغزلان الكثير جدا واستطاع ان يهيمن على المفترسين و تنحى الكلب عن قيادة الجميع و تم اجبارة على دخول قفص الحيوانات المفترسة هو و بعض الكلاب اتباعة, ثم تحولت القلة التى نادت بالاعتراض من الغزلان الى ترشيح مفترس ليحمى الغزلان الباقية من باقى المفترسين الذين لم يتم حبسهم بعد, بشرط الا يفترس منهم و له ان يصطاد من اماكن اخرى بعيدة عن منطقتهم, فاختلف قطيع الغزلان بين من يستطيع ان يقوم بهذا و بدأ الاختلاف يتخذ منحنيات التخوين و التجهيل و السباب, فاستغل المفترسين هذة الفرصة بكل الطرق و قامت النمور امام الجميع بطرد نمر قوى من جماعتها تحت شعار انه يريد ان يقوم بحماية الغزلان فارتمت تحت وصايتة كثير من الغزلان ( ولا احد منهم يعلم هل النمور فعلت هذا فى الظاهر حتى تستحوذ النمور جميعها على هذة السلطة التى خولت الكلب واتبعاه من السيطرة الكاملة على مكان معيشة القطعان ام لا !!) و قامت جماعة الذئاب بالمثل و لكن بصورة اقل ذكاء حيث انها دعمت الذئب الخاص بهم و صرحت ان هذا الذئب سينفذ جميع مطالب الغزلان وبمساعدة باقى قطيع الذئاب ( و ايضا لا احد من الغزلان يعلم ما مصير الغزلان تحت وصاية الذئاب مجتمعة !!) اما الثعالب فكان لها حال غريب جدا فقد انسحبت من طلب ممارسة حق الوصاية على الغزلان برغم ان الثعالب لهم مندسين كثر بين قطيع الغزلان فضلت ان تسحب مرشحها من هذا المنصب المسئول عن كل الغزلان ( و ايضا لا احد يعلم هل انسحب الثعلب حتى يعطى فرصة لحرب ضارية و مشتعلة بين النمور والذئاب قد تؤثر على الغزلان سلبا ام لا ثم يستدركهم ضعاف محتاجين اليه فيقوم بطلب اضحيات و تضحيات ام لا!!) و قام من نادو بثورة الغزلان بمطالبة الثعلب والتمسك به لآخر رمق رغم انه مبهم , و غير صريح و فضلت بعض الغولان الكسيحة ان تتقدم لهذا المنصب المسئول و فعلا تقدم منهم بكثرة لكمنهم ضعفاء منفردون لا يوجد من يدعمهم سواء من الغزلان التى اختلفت فيما بينهم او المفترسين اللذين لا يفضلون احد من خارج قطعانهم بالسيطرة و الحصول على حق الوصاية.
فقام بعض الجماعات المؤلفة من شتى القطعان باقتراح ان يقكون هناك فرد توافقى تتفق عليه جميع القطعان و هذا طبعا مستحيل فباق الكلاب التى لم تسجن فى قفص الكلاب لن توافق على مسئول يحمى الغزلان لأن هذا بالضرورة سيعود عليهم بالمسائلة و التهديد.. وقطيع النمور لن يستطيع ان يهيمن و يفرض قوة النمور بسهولة و سيحجم دورهم مم لن يدعم مبادئهم.. و قطيع الذئاب لن يستطيع التحايل حتى يستطيع اصطياد واكل ما يريد بسهولة و الثعلب لن يستطيع ان يفى بوعودة الماكرة لباق الثعالب ايا كان مكان تواجدها.
هذا هو حال الغزلان فيهم الكسيح الذى لا يدعمه باق قطيع الغزلان و فيهم القوى الذى يتصف بصفات المفترسين رغم انه من الغزلان و فيهم الذى يوافق على النمور والذئاب و الثعالب ( ايا منهم ) ولكن بدون دراية لماذا وكيف وما الدليل القاطع على هذا التأييد رغم كل الابهام فى المعطيات المتاحة التى عن طريقها يمكن للغزلان التأكد من سلامتهم فى مكان تواجدهم. ومنهم من يدعى و منهم من يمثل ومنهم من يتذاكى ومنهم من يتجمل.. فى كل الاحوال قطيع الغزلان يتحول رويدا رويدا الى قطيع نعاج و الى فريسة كما كان فريسة فترة طويلة تحت انياب الكلاب. و السبب هو مجهودات المفترسين الفعالة التى لا تضمن عودة الغزلان على رأى واحد. ومجهودات اول من نادى بالاعتراض من الغزلان انهم لا يخطئون و ان المختلفين عنهم فى الرأى اغبياء مغيبون و مستعبدون ويستهوون الكرباج و الظلم والاضطهاد فقط لأنهم يريدون مقاليد الامور بلا اضرار ويختلفون معهم فى الرأى.
فماذا نفعل!!!
حمدى الشامى