حمدي الشامي يكتب لـ حق الوطن:
![]() |
.. قبة البرلمان .. |
كثيراً ما نُصادف فيلم رعب تتمحور قصته عن الأحياء الأموات, ذلك المرض الذي يحول الإنسان إلى زومبي...
كائن فاقد كل حواسه الآدمية التي تميزه عن الحيوان, لتكون كل رغباته وشهواته متمثلة في شئ واحد فقط (أكل لحوم البشر)... وبرغم أن المرض في أفلام الخيال العلمي يكون سببه عدوى, إما عضة من مُصاب بالمرض, أو قرصة من باعوضة أو ناموسة في مستنقع أو مكان مهجور, إلا أن مصر تميزت بأن هذا الكائن يُصاب بالمرض سياسياً بشكل إختياري إرادي.. وحتى نتعرف على ذلك بسرعة يجب أن نعلم أن السياسيين في مصر سواء داخل أو خارج البرلمان, لا يعلمون عن السياسة إلا أكل لحم المصريين الغلابة, فهُم كائنات طُفيلية تعيش فقط بالتغذي على كُل ما يخُص المواطن, ولعل أبرز دليل على ذلك هو أن أغلب السياسيين رجال أعمال, وحتى من لا يضع قدمه في عتبات العدوى, يدفع بحزب أو بأصدقاء ليمارسو عمله في التهام عقول وأجساد المصريين, والأمر أشبه بمشهد صريح من مسريحة شهيرة (بفلوسي ياكلاب)...
كائن فاقد كل حواسه الآدمية التي تميزه عن الحيوان, لتكون كل رغباته وشهواته متمثلة في شئ واحد فقط (أكل لحوم البشر)... وبرغم أن المرض في أفلام الخيال العلمي يكون سببه عدوى, إما عضة من مُصاب بالمرض, أو قرصة من باعوضة أو ناموسة في مستنقع أو مكان مهجور, إلا أن مصر تميزت بأن هذا الكائن يُصاب بالمرض سياسياً بشكل إختياري إرادي.. وحتى نتعرف على ذلك بسرعة يجب أن نعلم أن السياسيين في مصر سواء داخل أو خارج البرلمان, لا يعلمون عن السياسة إلا أكل لحم المصريين الغلابة, فهُم كائنات طُفيلية تعيش فقط بالتغذي على كُل ما يخُص المواطن, ولعل أبرز دليل على ذلك هو أن أغلب السياسيين رجال أعمال, وحتى من لا يضع قدمه في عتبات العدوى, يدفع بحزب أو بأصدقاء ليمارسو عمله في التهام عقول وأجساد المصريين, والأمر أشبه بمشهد صريح من مسريحة شهيرة (بفلوسي ياكلاب)...
فنرى الناس تموت في المستشفيات بسبب عدم وفرة الأدوية, ولا نجد سياسي واحد يُكلف خاطرة بتأجيل وقته الثمين في تخليص مصلحته أو بيع ضميرة لأحد كائنات زومبي السياسه, لوضع حد لمشاكل الخدمات الصحية. وإن توفرت الأدوية في الأسواق لا يتوفر المال لشراءه, لأن هذا الذي يُمارس العمل السياسي, هذا الذي يتحدث بإسم ومن أجل الغلابه, هذا الذي هو وهي إبن وإبنة الدائرة, جميعهم وجميعهن أقرب إلى خزائنهم عن ضمائرهم, هؤلاء ترى الإنفعال في حديثهم لدرجة إنتفاخ العروق في أعناقهم عند حديثهم عن الغلابه, ويمكنك تمييزهم ببساطة شديدة, فهُم اشبه بالمنتجات الموسمية, كالبطيخ صيفاً مثلاً, وكما يقول البائع (ع المكسر يا بطيخ), تجد البطيخة في الأقاليم والأرياف مثلاً, ترتدي الزي الشعبي سواء جلباب أو عباءة أو صديري (حسب المنطقة), فترى البطيخة مُفيدة مسكرة, وبعد إنتهاء الانتخابات تجدها (قرعة, سمجة) .. تتحول بعد الموسم من مصدر قد يُفيدك ويُغذيك, إلى منبع مص دماءك وأكل لحم كتفيك.
الموضع هُنا ليس تحديداً بالحديث عن أشخاص, وإنما مجال عمل فيه الطالح والطالح وأيضاً فيه الطالح, كُله طالح من أجل المصالح, فمثلاً لو ان هُناك حزب واحد نظيف, أو سياسي واحد نظيف, أو تكتل واحد نظيف, لسُلطت الأضواء على مشاكل المُجتمع حتى تُحل وتنجلي عن أعناق وأكتاف المصريين, ولأُتخذت من الإنسانية سبيل.. ولكن الكُل لا يُريد إلا أكل لحوم الناس, سواء بالحد من وصول حقوقهم إليهم, سواء بتجاهلها, سواء بالتعدي عليها مباشرةً. فأتت المستشارة تهاني الجبالي على رأس قائمة إنتخابية تشكوا من رأس المال السياسي, والشكوى هُنا لم تكن من أجل الناس ولا الكادحين على حد نهج وسبيل تاسيس القائمة, وهذا ما اتضح جلياً بعدما اتصلت بها مرة وإثنتان وثلاث من أجل تقديم ما يقضي على رأس المال السياسي, وقوبلت شخصياً بالتجاهل.. وكذا الأستاذة رباب أبو العزم المنسق العام لقائمة الفريق شفيق والمسئولة عن إدارة عمل القائمة إبان انتخابات برلمان 2015, ولأن النهج والسبيل هو الآخر العدالة الإجتماعية (اي تقليص الفجوة بين شرائح المُجتمع, الغنية والفقيرة, السلطوية والتى لا حول لها ولا قوة), وكان نفس رد الفعل كما كان رد فعل مستشارة تهاني الجبالي.. نعم, مشكلة الفراغ السياسي أوجدت الزومبي السياسي, فلا يتمنى أحد إثراء العملية السياسية وتعريف الناس بأصول العمل السياسي, لا مُستقبل وطن ولا مصريين أحرار ولا وفد ولا تمرُد ولا حتى 6إبريل ولا إشتراكيين ثوريين. وبالتالي هؤلاء وكل من يقدمونهم وسيقدمونهم للمجتمع مُجرد أحياء أموات وزومبي يتغذى على لحم المصريين إما لصالحهم الشخصي أو لمن يدفعون أكثر.. أما إن كانت الفائدة والعمل لصالح المصريين أنفسهم تكون الإجابة وأنت على خط الهاتف (إبعت لي رقمك في رسالة, علشان ما بعرفش أسجله من سجل المكالمات).. اني حقاً اعترض.
في مستواي الجغرافي مثلاً وحسب علمي, نجد دائرة تُدعى دائرة مركز المحلة الكبرى (بشبيش قديماً), وتلك البشبيش يُمثلها ثلاث الآن وهُم: (أ.محمد مرعي, أ.حامد جهجه, د. محمد عبده) وكان ينافسهم على المقاعد (أ. شاكر الشراكي, أ. محمد أبو الخير, أ. عمرو فهمي), وتبعاً للمتعارف عليه ليس السياسيين الحاليين الناجحين المُمثلين لأعضاء الدائرة هُم فقط من يعملون عمل الأحياء الأموات وكائنات الزومبي, فمثلهم مثل أغلب إن لم يكن كل الدوائر الانتخابية في جمهورية مصر العربية (بطيخة قرعة).. فالناجح يُقيم الأفراح والولائم ويخلع ما إرتداه لتظهر البطيخة على حقيقتها ويختفى السكر والحَمار, بعد أن يختفي النائب نفسه, والساقط يختفي هو الآخر ويتحسر على ما أنفقه من رشاوى ودعاية انتخابية.. وما أقبح ذكريات الانتخابات والأحضان والسلامات عندما تمتزج بما نعرفه لاحقاً من المخدرات و30 ألف جنية هنا و5 آلاف جنية هناك.. حتى أن الساقطين كانوا يتعازمون على من يَطعن في تلك الانتخابات (بما يملك كل منهم من أدلة ملموسة ومُثبتة),, لكن المصلحة تُحكم ألا يُدافع أيهم عن الورطة التي تورط بها أبناء الدائرة بسبب رشاوى المال والمخدرات والسلاح.. فمثلاً الثلاث الساقطون بالتأكيد سيحتاجون تصاريح وأذونات وتخليص مصالح من الثلاث الناجحين, وبرغم كافة المشاكل في الدائرة لم ولن تجد أياً منهم يشكوا مُحافظ أو وزير, لأن الأولى من الشكوى هو طلب تخليص المصلحة الشخصية.. وطبعاً الساقطين المكتئبين أولى لهم التفرغ لمصالحهم الشخصية, لأنهم على أقل تقدير لو أفهموا الناس طبيعة المعرفة السياسية والعمل السياسي, لأضاعوا على أنفسهم الفُرص في الدورات اللاحقة من أكل لحوم أكتاف المصريين, ولخسروا الفُرص المتاحة لقنص المكاسب وتخليص المصالح عن طريق من نجحوا من السياسيين !!
وكما أسلفنا مشكلة الفراغ السياسي أوجدت الزومبي السياسي, فلا يتمنى أحد إثراء العملية السياسية وتعريف الناس بأصول العمل السياسي, لأن الوضع الجديد سيجعل أقل عضو إجتماعياً في أقوى حزب سياسياً أكثر سطوة من الملياردير الذي يدفع ملايين الجنيهات للحزب, حتى يتم تخليص مصلحته وتسهيل أعماله أولاً -وهذا لا يصح في عالم زومبي السياسيين- لأنه سيجعل أبسط مواطن مصري يجلس في منزله مطمأن إلى تحكُمه في طريقة عمل من يمثلونه أو من يفوضهم لمتابعة شئونه أو من ينتخبهم لينوب عنه في التنميات والطلبات والمتابعات ومراقبة التنفيذات.. إذ بهذا يجب أن يستمر الفراغ السياسي الذي هو أصل الحقوق في المجتمعات الديمقراطية الحديثة, والذي هو أصل طبيعة التشريعات والرقابة, ومن سُخرية القدر أننا نعترف بمشكلة الفراغ السياسي, ولا نُقر تبعياتها من مشاكل, مثل الفراغ التشريعي, الفراغ الحقوقي, الفراغ الرقابي, الفراغ التنموي ..... الخ.
منظومة كاملة من تشكيل المُجتمع ظاهرياً ليختلف محتواه عن ظاهرة, والتي أنببت صُحف وفضائيات للتأكيد عليها, وإستمرار ضخ المغالطات فيها ليستمر أكل لحم المصريين حي, والتحكُم في مصائرهم القادم والحاضر بعد ما كان في الماضي.. وبرغم أني لم أكتب أسماء المشبهوين في العمل السياسي أياً كانت شُبهتهم (خيانة, عمالة, رشاوى), إلا أن الأسماء المذكورة في المقال وأفعالهم تكفي لتسليط الضوء على الفاجعة التي تُقرب حِبال الإنتحار من أعناق الشباب المصري والغلابة, والتي تُقرب نِصال السكاكين والشفرات من أوردتهم.
تابع أيضاً:
.